«الكنز المنتظر» هل يحقق ليفربول موسمًا تاريخيًا بعد صفقات مدوية؟

«الكنز المنتظر» هل يحقق ليفربول موسمًا تاريخيًا بعد صفقات مدوية؟

فلوريان فيرتز, هوجو إيكيتيكي, ميلوس كيركيز, جيرمي فريمبونج, أسماء لامعة تزين صيف انتقالات ليفربول, موسم تاريخي يشهد تعزيز صفوف الفريق بمجموعة من اللاعبين المميزين, طموحات كبيرة ترافق هذه التعاقدات, وآمال معلقة على مستقبل الفريق, فهل ينجح الريدز في تحقيق أهدافهم

فترة الانتقالات الحالية في ليفربول توصف بـ"التاريخية" ليس فقط بسبب ضم نخبة من النجوم للفريق المتوج بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي، والذي يطمح للحفاظ على مكانته كأقوى فريق في إنجلترا, بل أيضاً لأن المبالغ المالية التي أنفقها النادي حتى الآن تعتبر غير مسبوقة وتاريخية بكل المقاييس

300 مليون جنيه إسترليني هو حجم إنفاق ليفربول في سوق الانتقالات الصيفية حتى الآن, ولا يزال هذا الرقم مرشحًا للارتفاع في الأيام القادمة, مما يثير تساؤلات حول مصادر هذه الأموال, فهل كان الفوز بالدوري الإنجليزي كافيًا لزيادة أرباح النادي بهذا الشكل, وهل هذه السيولة النقدية ستغير من استراتيجية النادي في سوق الانتقالات التي عرفت بالتحفظ في السنوات العشر الأخيرة

من أين أتى ليفربول بهذه السيولة المالية؟

لنستعرض معًا كيف وصل ليفربول إلى هذه الوضعية المالية الممتازة التي لم يشهدها النادي الأحمر من قبل, والتي جعلته الأكثر إنفاقًا بين جميع أندية أوروبا في هذا الصيف, يبدو أن مجموعة "فينواي الرياضية" المالكة لنادي ليفربول, ترسل رسالة واضحة إلى جميع المنافسين في إنجلترا, مفادها أن ليفربول عازم على المنافسة بقوة على جميع الألقاب في الموسم المقبل

فالنادي أبرم صفقتين من بين الأكبر في تاريخه خلال الأسابيع القليلة الماضية, بضمه هوجو إيكيتيكي مهاجم فرانكفورت الألماني مقابل 79 مليون جنيه إسترليني, وفلوريان فيرتز جناح باير ليفركوزن مقابل 116 مليون جنيه إسترليني, ليُسقط ليفربول مقولة الجماهير السابقة "الريدز لا يملك الأموال لكنه سيفوز بالدوري"

أقرأ كمان:  السعودية تواجه الفلبين اليوم في ملحق ربع نهائي كأس آسيا لكرة السلة 2025

إدارة ليفربول وملاك النادي يؤكدون أنه لا يوجد تغيير في استراتيجية النادي خلال موسم الانتقالات وطرق صرف الأموال, وأنهم ملتزمون بنهج الاكتفاء الذاتي المتبع منذ عام 2018 مع المدرب السابق يورجن كلوب, ففي ذلك الوقت, تعاقد ليفربول مع الحارس أليسون بيكر وفيرجيل فان دايك من عائدات بيع فيليب كوتينيو إلى برشلونة مقابل 142 مليون جنيه إسترليني

المرة الأخيرة التي أنفق فيها ليفربول مبالغ كبيرة كانت في صيف 2023 لإعادة بناء خط الوسط, بالتعاقد مع أليكسيس ماك أليستر، دومينيك سوبوسلاي، ريان جرافينبيرخ، وواتارو إندو, وقتها دفع ليفربول 148 مليون إسترليني لإتمام هذه الصفقات, لكنه في الوقت نفسه حقق مكاسب مالية من بيع فابينيو وجوردان هيندرسون إلى السعودية بقيمة 52 مليون جنيه إسترليني

في الصيف الماضي, كان الإنفاق محدودًا حيث اقتصر على 10 ملايين جنيه إسترليني لضم فيديريكو كييزا, بينما حقق النادي مكاسب مالية مماثلة من بيع بوبي كلارك إلى سالزبورج, كما ضم ليفربول حارس مرمى منتخب جورجيا وفالنسيا الإسباني جيورجي مامارداشفيلي مقابل 25 مليون إسترليني, واستمرت المكاسب في صيف 2024 ببيع فابيو كارفاليو وسيب فان دن بيرج إلى برينتفورد مقابل 42,5 مليون جنيه إسترليني

طفرة في الإيرادات المالية لليفربول

بالعودة إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا, حقق ليفربول مكاسب مالية كبيرة من حقوق البث التلفزيوني للمباريات الأوروبية, وتجاوزت إيرادات النادي في موسم 2024-2025 حاجز الـ700 مليون جنيه إسترليني, لتصل إلى 719 مليون جنيه إسترليني بزيادة قدرها 17% عن الموسم السابق

الدخل التجاري وحده ارتفع إلى 336 مليون جنيه إسترليني بفضل الشراكات القوية مع شركات كبرى مثل أديداس للملابس الرياضية, وعاد النادي لتحقيق الأرباح من كرة القدم, محققًا 51 مليون جنيه إسترليني بعد خسارة 57 مليون في موسم 2023-2024, كما ساهم ملعب أنفيلد بعد توسعته في زيادة الإيرادات, بالإضافة إلى إبرام شراكات تجارية رقمية ضخمة مع رعاة جدد مثل lucozade و japan airlines

أقرأ كمان:  توقف مفاجئ بمعسكر القادسية يثير القلق قبل السوبر أمام الأهلي

نظرة على صيف الانتقالات الحالي

الحديث يتركز على المبالغ التي أنفقها ليفربول في الصيف الحالي, لكن المكاسب التي حققها من بيع لاعبيه لا تقل أهمية, البداية كانت ببيع المدافع الشاب جاريل كوانساه إلى باير ليفركوزن مقابل 30 مليون جنيه إسترليني, بالإضافة إلى الحارس كويمين كيليهير إلى برينتفورد مقابل 12,5 مليون جنيه إسترليني, والمدافع ناثان فيليبس إلى وست بروميتش ألبيون مقابل 3 ملايين

كما حصل النادي على 10 ملايين جنيه إسترليني مقابل انتقال ترينت ألكساندر أرنولد إلى ريال مدريد, قبل أيام قليلة من نهاية عقده, ونجح ليفربول في توفير مبالغ كبيرة برحيل أرنولد الذي كان يتقاضى 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا, مما يعزز الموقف المالي للنادي في المواسم القادمة, بالإضافة إلى بيع لويس دياز إلى بايرن ميونيخ مقابل 75 مليون جنيه إسترليني, وداروين نونيز إلى الهلال السعودي مقابل 45 مليون جنيه إسترليني, ليصل إجمالي العائدات من بيع اللاعبين إلى 175 مليون جنيه إسترليني

هذه العائدات منحت النادي حرية أكبر في سوق الانتقالات, ولولا تمسك نيوكاسل بنجمه ألكساندر إيزاك, لكان ليفربول قد أنفق أكثر من 130 مليون جنيه إسترليني, ليكسر حاجز الـ400 مليون إسترليني في فترة انتقالات واحدة, كما أن الإيرادات مرشحة للزيادة في حالة بيع إبراهيما كوناتي إلى ريال مدريد

الإضافة الفنية

صفقات ليفربول الجديدة تمثل إضافة فنية كبيرة للفريق, كما ظهر في مباراة كأس درع الاتحاد الإنجليزي, حيث سجل الثنائي الجديد إيكيتيكي وفريمبونج هدفي الفريق, وظهر كيركيز وفيرتز بمستوى جيد, ويبدو أن المدرب أرني سلوت سيعتمد على هذا الرباعي في التشكيل الأساسي, ليقود فريمبونج الجبهة اليمنى بعد رحيل أرنولد, وكيركيز الجبهة اليسرى في ظل تراجع مستوى روبيرتسون, وإيكيتيكي في الهجوم, وفيرتز في الوسط أو الهجوم

أقرأ كمان:  «حسم وشيك» وسام أبو علي على أعتاب كولومبوس كرو.. والأهلي يتحرك لضمان حقوقه محليًا

فترة انتقالات مجنونة

البعض يرى أن ليفربول تصرف بشكل متهور في سوق الانتقالات, لكن ما فعله سيجعل الأمور أكثر هدوءًا في المواسم المقبلة, فالتعزيزات ستكون محدودة وفي أضيق الحدود, لأن النادي أعاد بناء الفريق بنجوم شباب وأصحاب خبرة مثل محمد صلاح وفيرجيل فان دايك وأليسون بيكر وأندرو روبيرتسون, بالإضافة إلى ذلك, الوضع المالي للنادي مريح جدًا, ومن المتوقع أن تزيد الإيرادات حتى في حالة عدم الفوز بأي بطولة, فماذا تتوقع لموسم ليفربول المقبل في إنجلترا وأوروبا بعد هذه التعزيزات المميزة