
اكتشف علماء الفلك باستخدام بيانات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي 14 مجرة خاملة توقفت عن تكوين نجومها، وتقع هذه المجرات على بعد مليارات السنين الضوئية، أي في أول مليار سنة بعد الانفجار العظيم، مما يقربنا خطوة أخرى من فهم كيفية نمو المجرات المبكرة، ويفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة في علم الكونيات
أسباب خمول المجرات المبكرة
وفقًا لموقع “space”، يلقي هذا الاكتشاف الضوء على مرحلة محورية في حياة المجرات المبكرة، ويقدم المزيد من الأدلة حول تطورها، وهناك عدة عوامل قد تؤدي إلى توقف المجرات عن إنتاج نجوم جديدة، ومن بين هذه العوامل:
- وجود ثقوب سوداء فائقة الكتلة في مراكز المجرات، حيث تبعث هذه الثقوب العملاقة إشعاعات مكثفة تعمل على تسخين واستنزاف الغاز البارد الضروري لتكوين النجوم
- تأثير المجرات المجاورة الأكبر حجمًا، حيث يمكنها تجريد الغاز البارد أو تسخينه، مما يعيق عملية تكوين النجوم
- التغذية الراجعة النجمية، حيث يسخن الغاز في المجرة ويندفع خارجها بسبب عمليات نجمية مثل المستعرات العظمى والرياح النجمية الشديدة والضغط الناتج عن ضوء النجوم
ونتيجة لذلك، قد تبقى هذه المجرات في حالة خمول لفترة طويلة
مرحلة الخمول المؤقتة
قالت ألبا كوفيلو باز، طالبة الدكتوراه في جامعة جنيف والباحثة الرئيسية في الدراسة، “عادةً ما تكون هذه المرحلة مؤقتة وتستمر حوالي 25 مليون سنة، وخلال ملايين السنين، يعود الغاز الذي تم طرده إلى الداخل ويبرد مرة أخرى، وبمجرد توفر كمية كافية من الغاز البارد، يمكن للمجرة أن تستأنف تكوين النجوم من جديد”
اكتشافات تلسكوب جيمس ويب
في السابق، تم اكتشاف أربع مجرات خاملة فقط في المليار سنة الأولى من عمر الكون، وكانت ثلاث منها ذات كتلة أقل من مليار كتلة شمسية، وواحدة تزيد كتلتها عن 10 مليارات كتلة شمسية، ولم تكن هذه الملاحظات المحدودة كافية لتكوين صورة واضحة عن مراحل تشكل النجوم المبكرة
نطاق واسع من الكتل
ولكن بفضل البيانات الطيفية الدقيقة لتلسكوب جيمس ويب الفضائي، تمكن فريق دولي من علماء الفلك من اكتشاف 14 مجرة خاملة ذات نطاق واسع من الكتل في الكون المبكر، مما يدل على أن المجرات الخاملة لا تقتصر على نطاقات كتلة منخفضة أو عالية للغاية، ويساهم هذا الاكتشاف في فهم أعمق لتطور المجرات في المراحل الأولى من الكون