
شهد الجنيه المصري اليوم الخميس ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي، مسجلًا أعلى مستوياته منذ ما يقرب من عام، وذلك بفضل زيادة تدفقات العملة الأجنبية مع بداية موسم السياحة الصيفي وتسهيل الإجراءات المتعلقة بحصول المسافرين على النقد الأجنبي، بالإضافة إلى تحسن أداء عملات الأسواق الناشئة بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية.
تعتبر هذه التحركات الإيجابية مؤشرًا واعدًا للاقتصاد المصري، حيث تدعم الاستقرار المالي وتعزز الثقة في العملة المحلية، كما أن هذه العوامل مجتمعة تساهم في تحسين مناخ الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، مما يعود بالنفع على مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد.
صعود الجنيه مقابل الدولار
أظهرت بيانات البنك الأهلي المصري ارتفاعًا للجنيه بمقدار 9 قروش في التعاملات المبكرة، ليصل إلى 48.31 جنيه للشراء و48.41 جنيه للبيع مقابل الدولار، وذلك مقارنة بأقل مستوى تاريخي له والذي سجل 51.73 جنيه في شهر أبريل الماضي، وفقًا لبيانات وكالة بلومبرج.
احتياطيات مصر من النقد الأجنبي
وصلت احتياطيات النقد الأجنبي في مصر إلى 49 مليار دولار بنهاية شهر يوليو، مدعومة بنمو عائدات السياحة بنسبة 22% في النصف الأول من العام لتصل إلى 8 مليارات دولار، بالإضافة إلى زيادة عدد السياح بنسبة 25% ليصل إلى 8,7 مليون سائح، وتطمح الحكومة إلى استقبال 18 مليون سائح بنهاية العام، وهو ما قد يزيد الإيرادات عن التوقعات السابقة.
في المقابل، قام البنك المركزي بإلغاء شرط تقديم بيانات السفر عند استخدام بطاقات الائتمان في الخارج، كما خفضت بنوك كبرى مثل البنك الأهلي المصري والتجاري الدولي وبنك مصر، رسوم المعاملات بالعملات الأجنبية إلى 3% بعد أن كانت 5%، وقامت أيضًا برفع سقف الشراء من الخارج إلى 10 آلاف دولار، وهو الحد الأقصى المسموح به قانونيًا.
إقبال قوي من المستثمرين الأجانب على أدوات الدين
تمكنت الحكومة المصرية من خلال البنك المركزي من جمع ما يقرب من ثلث القيمة المستهدفة من إصدارات الدين المحلي للسنة المالية الحالية في شهر يوليو وحده، متجاوزة بذلك 1.11 تريليون جنيه، وسط إقبال كبير من المستثمرين الأجانب والبنوك المحلية للاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة.
تصل أسعار الفائدة الأساسية حاليًا إلى 24% على الإيداع و25% على الإقراض لليلة واحدة، بعد أن تم تخفيضها مرتين منذ بداية عام 2025 بإجمالي 325 نقطة أساس، وهو أول خفض منذ أكثر من أربع سنوات ونصف.
عوامل خارجية تدعم الجنيه
تحرك الجنيه في اتجاه صعودي أيضًا مع تحسن الإقبال على المخاطرة في الأسواق الناشئة، بعد أن جاءت بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو متوافقة مع التوقعات، مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.
شجع هذا الاتجاه المستثمرين على زيادة استثماراتهم في أصول الأسواق الناشئة، مما أدى إلى ارتفاع معظم عملات هذه الأسواق أمام الدولار، وعلى رأسها البيزو التشيلي والراند الجنوب أفريقي، بينما يتوقع المتعاملون بنسبة تقارب 90% خفضًا في الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في شهر سبتمبر، مقارنة بنحو 80% في بداية الأسبوع.