في منافسة شرسة شهدت تفوق الذكاء الاصطناعي، تمكن “شات جي بي تي” من حصد لقب الأفضل في لعبة الشطرنج، بعد تغلبه المثير على الروبوت “غروك” في نهائي البطولة، ليثبت بذلك قدرة الذكاء الاصطناعي على التفوق في الألعاب الذهنية المعقدة، مما يفتح آفاقًا جديدة في هذا المجال.
الجدير بالذكر أن هذا الانتصار تحقق باستخدام نموذج “شات جي بي تي أو 3” (ChatGPT o3) الأقدم، وليس الإصدار الأخير الذي أطلقته الشركة مؤخرًا، حيث حافظ هذا النموذج على سجله خاليًا من الهزائم طوال منافسات البطولة، مما يثير تساؤلات حول مدى التطور الفعلي للإصدارات الجديدة.
أداء متباين للنماذج المتنافسة
على الرغم من أن نموذج “غروك 4” الأحدث، والمدعوم من شركات إيلون ماسك، لم يتمكن من التفوق على “شات جي بي تي”، إلا أن نموذج “جيميناي” من غوغل استطاع أن يحرز المركز الثالث، بعد فوزه على نموذج آخر من “أوبن إيه آي“، ليؤكد التقرير على المنافسة الشديدة بين الشركات الرائدة في هذا المجال.
أخطاء “غروك” تمنح الفوز لـ “شات جي بي تي”
على الرغم من الأداء القوي الذي قدمه “غروك” خلال البطولة، والذي أوحى للكثيرين بأنه الأقرب للفوز، إلا أن بعض الأخطاء الحاسمة والتقلبات في الأداء منحت “أوبن إيه آي” فرصة ذهبية للاستفادة والتغلب عليه، مما يعكس أهمية الثبات والتركيز في المنافسات.
تحليل الخبراء يؤكد تفوق “أوبن إيه آي”
أكد الغراند ماستر هيكارو ناكامورا، الذي قام بالتعليق المباشر على المباراة النهائية، أن نموذج “أوبن إيه آي” تميز بعدم ارتكاب أي أخطاء جوهرية على عكس “غروك”، وهو الأمر الذي رجح كفته في نهاية المطاف، ليؤكد بذلك على أهمية الدقة والكمال في عالم الذكاء الاصطناعي.
إيلون ماسك يقلل من أهمية خسارة “غروك”
من جهة أخرى، صرح إيلون ماسك بأن وصول “غروك” إلى نهائي البطولة يعتبر إنجازًا ثانويًا وغير مقصود، موضحًا أن الشركة لم تركز بشكل خاص على تدريب النموذج على لعبة الشطرنج، وذلك في تغريدة نشرها على حسابه في منصة إكس، مما يوضح أولويات الشركة المختلفة.
“كاغل”: منصة لاختبار قدرات الذكاء الاصطناعي
أقيمت البطولة على منصة “كاغل” (Kaggle) التابعة لـ “غوغل”، وهي منصة متخصصة في تقييم أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال تنظيم التحديات والبطولات المتنوعة، وشهدت هذه البطولة مشاركة 8 نماذج ذكاء اصطناعي من شركات رائدة مثل “آنثروبيك” و”غوغل” و”ديب سيك” و”مون شوت” على مدار ثلاثة أيام.
الشطرنج: معيار ذهبي لتقييم الذكاء الاصطناعي
تعتبر لعبة الشطرنج من الألعاب الاستراتيجية المثالية لاختبار وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وأنظمة الحواسيب الذكية، وذلك لأنها تعتمد بشكل أساسي على التخطيط والتفكير الاستراتيجي العميق، مما يختبر قدرة النموذج على التعلم، التحليل، والوصول إلى أفضل النتائج الممكنة.
“غو” الصينية تشارك الشطرنج الأهمية
تتشارك لعبة “غو” (Go) الصينية مع الشطرنج في الأهمية كأداة لاختبار الذكاء الاصطناعي، ولهذا السبب طورت غوغل في السابق نموذج ذكاء اصطناعي متخصص للعبة “غو” تحت اسم “ألفا غو” (AlphaGo)، معتمدة على تقنيات “ديب مايند” المتطورة.
“ألفا غو” يجبر بطل العالم على الاعتزال
في عام 2019، أعلن بطل كوريا الجنوبية للعبة “غو” اعتزاله اللعبة بعد سلسلة من الهزائم المتتالية أمام نموذج “ألفا غو”، معبرًا عن إيمانه بأن “ألفا غو” يمثل كيانًا لا يمكن قهره، مما يبرز التفوق الهائل للذكاء الاصطناعي في هذا المجال.