
كشفت تحقيقات أمريكية حديثة عن أدلة تربط روسيا بعملية اختراق لأنظمة المحاكم الفدرالية في الولايات المتحدة، وتحديدًا منظومة إدارة المستندات التي تحوي معلومات بالغة الحساسية تتعلق بقضايا الأمن القومي، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”
تأتي هذه الأخبار لتثير المخاوف بشأن أمن المعلومات الحساسة وسرية القضايا المتعلقة بالأمن القومي، وتضع علامات استفهام حول قدرة الأنظمة الحالية على مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة
نطاق الاختراق وتأثيراته
على الرغم من أن التقرير لم يجزم بتحديد الجهة المنفذة للاختراق، سواء كانت فرعًا من الاستخبارات الروسية أو جهات أخرى، إلا أنه أشار إلى أن هذه العملية كانت نتاج سنوات طويلة من المحاولات المضنية
وقد أدى الاختراق إلى الوصول إلى مستندات في بعض القضايا المنظورة أمام المحكمة الجزئية لمدينة نيويورك، بالإضافة إلى عدة مناطق قضائية أخرى، مع وجود صلة بين بعض هذه القضايا ومواطنين روس ومن أوروبا الشرقية، وفقًا لما ذكرته “نيويورك تايمز”
إخطار وزارة العدل والإجراءات المتخذة
قام المسؤولون عن نظام المحاكم الأمريكية بإبلاغ وزارة العدل رسميًا بوقوع الاختراق، مؤكدين وصول المخترقين إلى بيانات وسجلات سرية مخزنة داخل مستندات المحاكمة
كما نصح المسؤولون بسرعة إزالة المستندات الحساسة من نظام المحكمة لحمايتها، معتبرين هذا الأمر ذا أولوية قصوى، وذلك وفقًا لمذكرة رسمية اطلعت عليها الصحيفة الأمريكية
استهداف قضايا جرائم عبر الحدود
يُعتقد أن الاختراق استهدف مجموعة من المستندات المتعلقة بجرائم وقعت خارج البلاد، وذلك في ما لا يقل عن 8 محاكم جزئية
وفي الشهر الماضي، حذرت وزارة العدل رؤساء المحاكم الجزئية بضرورة نقل الوثائق والمستندات الخاصة بالقضايا الحساسة إلى خارج نظام إدارة الوثائق المعتاد
من جانبها، أصدرت مارغو برودي، القاضية الرئيسية لمحكمة نيويورك الشرقية الجزئية، أمرًا مباشرًا بمنع رفع المستندات إلى مكتبة المستندات العامة، وهو ما يتعارض مع الإجراء المتبع سابقًا، حيث كانت المستندات ترفع ويقتصر الوصول إليها على من يتم التحقق من هويتهم
الجهات الرسمية تلتزم الصمت
امتنع كل من بيتر كابلان، المتحدث الرسمي للمكتب الإداري للمحاكم الأمريكية، والمتحدث الرسمي باسم وزارة العدل، عن التعليق على هذا الأمر
تدابير إضافية لحماية الأنظمة
أعلن المسؤولون عن نظام المحاكم الأمريكية عن اتخاذهم إجراءات إضافية لحماية شبكة المحاكم الأمريكية، بما في ذلك منظومة إدارة القضايا وملفات القضايا الإلكترونية، وهي منظومة معروفة بوجود العديد من الثغرات فيها نظرًا لاعتمادها على أنظمة قديمة، حسبما ورد في التقرير
مخاوف قديمة بشأن الأمن السيبراني
الجدير بالذكر أن المخاوف السيبرانية المتعلقة بمنظومة تخزين المستندات في المحاكم الأمريكية ليست وليدة اليوم، فقد ظهرت مخاوف مماثلة في مطلع عام 2021 بسبب سلسلة من الهجمات السيبرانية، ولكن لم يتم تحديد الجهة المسؤولة عن تلك الهجمات