
كشفت دراسة حديثة صادرة عن شركة بالو ألتو نتوركس عن تحول كبير في المشهد السيبراني، حيث تمكنت الجهات الخبيثة من تسريع هجماتها الإلكترونية بمعدل مذهل يصل إلى 100 ضعف بفضل اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، هذا التطور يمثل نقلة نوعية في وتيرة الهجمات الإلكترونية وقدرتها على إحداث أضرار جسيمة.
لم يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على تسريع الهجمات فحسب، بل امتد ليشمل تقليص الفترة الزمنية اللازمة لسرقة البيانات بعد الاختراق الأولي، فبعد أن كان متوسط الوقت المستغرق لاستخراج البيانات في عام 2021 يبلغ تسعة أيام، انخفض هذا المعدل بشكل حاد إلى يومين فقط بحلول عام 2024، وفي حوالي 20% من حالات الاختراق، تمكن المهاجمون من سرقة البيانات في أقل من ساعة واحدة، مما يسلط الضوء على مدى فعالية الذكاء الاصطناعي في تبسيط وتسريع العمليات التخريبية.
تسارع وتيرة الهجمات الإلكترونية
إن دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التخريبية يعيد رسم ملامح الهجمات الإلكترونية من حيث السرعة والنطاق والتعقيد، مما يجعلها أكثر خطورة وتحديًا من أي وقت مضى، وبحسب الدراسة، فإن هذه التطورات تتجاوز القدرات التقليدية للكشف والاستجابة، مما يستدعي تطوير استراتيجيات دفاعية أكثر تطورًا ومرونة.
تحديات تواجه المسؤولين التنفيذيين
يفرض هذا التطور المتسارع تحديات جمة على المسؤولين التنفيذيين، حيث يتعين عليهم إجراء تقييم دقيق لكيفية استخدام الجهات التخريبية للذكاء الاصطناعي كسلاح استراتيجي في كل مرحلة من مراحل الهجوم، ويشمل ذلك فهم الأساليب التي يستخدمها المهاجمون وكيفية التخفيف من المخاطر المحتملة.
محاكاة لهجوم فدية باستخدام الذكاء الاصطناعي
تمكنت شركة بالو ألتو نتوركس في اختباراتها من محاكاة هجوم فدية كامل (بدءًا من الاختراق الأولي وصولاً إلى استخراج البيانات) في غضون 25 دقيقة فقط باستخدام الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل الهجوم، ويعكس هذا الإنجاز زيادة في السرعة بمقدار 100 ضعف مقارنة بالهجمات التقليدية، مما يؤكد الإمكانات الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي للمهاجمين.
أبرز أنشطة التهديدات التي تم رصدها
سلطت أنشطة التهديدات الأخيرة التي رصدتها بالو ألتو نتوركس الضوء على كيفية استغلال الجهات التخريبية للذكاء الاصطناعي في الهجمات، وتشمل أبرز هذه الأنشطة ما يلي:
- إجراءات هندسة اجتماعية معززة بتقنية التزييف العميق في الهجمات التخريبية التي نفذتها مجموعات مثل “مودلد ليبرا” (Muddled Libra) المعروفة أيضًا باسم “سكاترد سبايدر” (Scattered Spider)، والتي استخدمت أصواتًا ومقاطع فيديو مصورة جرى توليدها بالذكاء الاصطناعي بهدف انتحال صفة موظفين في عمليات احتيال استهدفت مراكز دعم فني.
- استخدام العاملين في تكنولوجيا المعلومات في كوريا الشمالية لتقنيات التزييف العميق بشكل آني لاختراق المؤسسات عن طريق وظائف العمل عن بُعد، الأمر الذي ينطوي على مخاطر كبيرة أمنية وقانونية ومتعلقة بالامتثال.
- استغلال الجهات التخريبية للذكاء الاصطناعي التوليدي في مفاوضات الفدية، متجاوزة في ذلك الحواجز اللغوية بهدف التفاوض بفعالية أكبر والحصول على مبالغ فدية أعلى.
- استخدام المساعدين الرقميين المعززين بالذكاء الاصطناعي بهدف تحديد بيانات الاعتماد الحساسة ضمن البيئات في المؤسسات المستهدفة.