«استقرار الدولار قبل قرار الفيدرالي الأمريكي وخفض محتمل للفائدة»

استقرار الدولار قبيل قرار الفيدرالي الأمريكي وخفض متوقع للفائدة

استقرار الدولار الأمريكي

شهد الدولار الأمريكي استقراراً نسبياً خلال تعاملات يوم الثلاثاء 28 أكتوبر/تشرين الأول، قبل إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن قرار خفض أسعار الفائدة المنتظر، في وقت اتجهت الأنظار نحو تطورات السياسة النقدية في اليابان، عقب تصريحات أمريكية أثارت اهتمام الأسواق.

ارتفاع الين الياباني

ارتفع الين الياباني بنسبة 0.48% ليصل إلى 151.15 مقابل الدولار، قبل اجتماع بنك اليابان المركزي المتوقع أن يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، بينما يترقب المستثمرون أي مؤشرات حول موعد الرفع القادم. جاء هذا الارتفاع بعد تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الذي دعا خلال لقائه بوزيرة المالية اليابانية ساتسوكي كاتاياما إلى “اتباع سياسة نقدية سليمة”، ما فسره المستثمرون كدعوة لرفع الفائدة. وأكد كمال شارما، كبير خبراء العملات في بنك أوف أمريكا، أن بيسنت “يفضل الاعتماد على أدوات السياسة التقليدية مثل رفع أسعار الفائدة بدلاً من التدخل في سوق الصرف”، وهو ما انعكس على تراجع الدولار أمام الين.

لقاء ترامب وتاكايتشي يعزز التفاؤل التجاري

في سياق آخر، استحوذ اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايتشي في طوكيو على اهتمام الأسواق، حيث أشاد ترامب بتعهدها بتسريع تعزيز الجيش الياباني، ووقّع الجانبان اتفاقين يتعلقان بالتجارة والمعادن النادرة، ما اعتبره المحللون خطوة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

تهدئة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

ساهمت بوادر انفراج في التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز شهية المستثمرين نحو المخاطرة، ما أدى إلى تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى. على الرغم من ذلك، يتوقع المستثمرون أن أي اتفاق تجاري محتمل بين القوتين الاقتصاديتين قد لا يحقق مكاسب كبيرة للطرفين، في ظل تحفظ الجانب الصيني تجاه التصريحات الأمريكية. يُرتقب أن يجتمع ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل، حيث قال ترامب للصحفيين أثناء رحلته إلى طوكيو: “أكن الكثير من الاحترام للرئيس شي، وأعتقد أننا سنخرج باتفاق.”

تحديات الوصول إلى حل شامل بين واشنطن وبكين

قال فاسو مينون، المدير الإداري لاستراتيجية الاستثمار في بنك “أو سي بي سي”، إن التوصل إلى حل شامل للنزاع التجاري بين الجانبين “قد يكون صعبًا أو حتى مستحيلًا في الوقت الحالي”، مشيرًا إلى إمكانية تأجيل بعض الملفات الخلافية إلى مراحل لاحقة. وسلّط الضوء على أن وجود “زعيمين عنيدين يمثلان قوتين اقتصاديتين عظيمتين يجعل التوصل إلى اتفاق مهمة شاقة”، ومع ذلك استدرك قائلاً إن تحقيق تقدم جزئي قد يكون كافيًا لإرضاء الأسواق مؤقتًا ودعم موجة الصعود الحالية.

توقعات جديدة من الفيدرالي الأمريكي

تتوقع الأسواق أن يقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما انعكس في تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.12% إلى 98.67 نقطة. كما ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في أسبوع مسجلاً 1.166 دولار، بينما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3% إلى 1.3291 دولار، مع تركيز المستثمرين على الوضع المالي البريطاني قبل إعلان الميزانية المقبلة واجتماع بنك إنجلترا الأسبوع القادم. يتطلع المتعاملون إلى تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول لمعرفة ما إذا كان سيلمح إلى تخفيضات إضافية في الفائدة قبل نهاية العام، خاصة في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الذي يعطل صدور البيانات الاقتصادية الدورية.

اتجاهات البنوك المركزية الأخرى

أما في أوروبا، فمن شبه المؤكد أن البنك المركزي الأوروبي سيُبقي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه يوم الخميس، مع استمرار محاولات تقدير التوقيت المحتمل لاستئناف برامج التيسير النقدي العام المقبل. وفي آسيا والمحيط الهادئ، استقر الدولار الأسترالي عند 0.6556 دولار أمريكي، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين، فيما حافظ الدولار النيوزيلندي على استقراره عند 0.5768 دولار، وسط أداء متوازن لعملات السلع.