كاميرات هواة توثق أسبوع رعب يهز الجزائر.. تفاصيل جرائم مروعة

كاميرات هواة توثق أسبوع رعب يهز الجزائر.. تفاصيل جرائم مروعة

عاشت الجزائر أسبوعًا عصيبًا، حيث تداول السكان مقاطع فيديو مروعة لاعتداءات متفرقة، استخدمت فيها أسلحة بيضاء، وتم تصويرها بهواتف عادية، مما أدى لانتشارها بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار حالة من الذعر والقلق بين المواطنين

أثارت الحادثة الأولى صدمة كبيرة في الأوساط الجزائرية، وذلك بسبب المشاهد العنيفة التي احتوتها، حيث تعرض رجل مسن في الستينيات من عمره لاعتداء وحشي في وضح النهار بساحة عامة، نفذه شخصان مسلحان بسلاح أبيض، قاما بسرقة حقيبته وتركاه ينزف بشدة، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى وخضوعه لعملية جراحية معقدة

تفاصيل الاعتداءات

وقعت هذه الجريمة المروعة في بلدية عين الفكرون بولاية أم البواقي، التي تبعد حوالي 466 كيلومترًا شرق العاصمة الجزائرية، تدخلت قوات الأمن المحلية على الفور وألقت القبض على المشتبه بهما، وتم إيداعهما الحبس المؤقت، وذكر الضحية في تصريح صحفي أنه توجه صباح ذلك اليوم إلى مركز البريد لسحب راتبه الشهري، ويعتقد أن الشابين كانا يترصدانه منذ خروجه من المركز، ثم نفذا مخططهما الإجرامي

وفي سياق متصل، شهد حي عين الكحلة في بلدية الرويبة شرق العاصمة الجزائرية حادثة أخرى، حيث وثقت كاميرا مراقبة منزلية هجومًا من قبل مجموعة من الأشخاص يحملون أسلحة بيضاء، هددوا باقتحام المنزل والاعتداء على قاطنيه، وطالبوا صاحب المنزل بالخروج إليهم

على الفور، تدخلت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر العاصمة، وتمكنت من تفكيك ما وصفته بـ “عصابة الأحياء”، وألقت القبض على شخصين متورطين في الحادثة، كما تم حجز مجموعة من الأسلحة البيضاء المتنوعة التي كانت بحوزتهم

وفي ولاية تيبازة، وتحديدًا في شاطئ شنوة الذي يبعد حوالي 70 كيلومترًا غرب العاصمة الجزائرية، رصدت كاميرا هاوٍ حادثة مؤسفة، حيث هاجمت مجموعة من الأشخاص عائلات بالسيوف والخناجر، مما أثار الرعب والهلع بين المصطافين، وتسبب في اندلاع شجار عنيف بين الطرفين

أقرأ كمان:  «صيفك وشعرك بأمان».. 4 نصائح ذهبية للحفاظ على صحة شعرك خلال المصيف

بالإضافة إلى ذلك، انتشرت مقاطع فيديو أخرى تظهر اعتداءات مماثلة وقعت في أماكن عامة مختلفة، وسط ذهول المارة وخوفهم، الأمر الذي أثار استياءً واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بضرورة تشديد العقوبات على حاملي الأسلحة البيضاء

عقوبات رادعة تصل إلى السجن المؤبد

تأتي هذه الحوادث المؤسفة على الرغم من تشديد قانون العقوبات المتعلق بحيازة واستخدام الأسلحة البيضاء، حيث أكد المحامي المعتمد لدى محكمة الجزائر، فريد صابري، أن المادة 87 مكرر 7 من قانون العقوبات، تنص على معاقبة حيازة أو استعمال الأسلحة البيضاء من الصنف الثاني أو الثالث بدون ترخيص بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و 10 سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية قد تصل إلى 500 ألف دينار

وفيما يتعلق بجريمة السرقة باستعمال السلاح، أوضح المحامي أن القانون يعتبرها جناية تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، استنادًا إلى المادة 351 من قانون العقوبات التي تنص على هذه العقوبة لمرتكبي السرقة المصحوبة باستعمال السلاح، بينما تنص المادة 353 على أن السرقة التي ترتكب مع العنف وبتعدد الفاعلين، يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين 10 و 20 سنة، بالإضافة إلى غرامة مالية قد تصل إلى مليوني دينار

هل المخدرات هي السبب؟

على الرغم من العقوبات الرادعة والتدخل السريع لقوات الأمن، إلا أن ظاهرة الاعتداءات لم تتلاش تمامًا، ويعزو المختص الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي ذلك إلى عدة عوامل، من بينها انتشار المخدرات وإقبال الشباب عليها بشكل كبير، مما يدفع الكثيرين منهم إلى ارتكاب جرائم خطيرة عند الحاجة إليها

وأشار صندوقي إلى أنه لم يعد من السهل السيطرة على الشباب والمراهقين الذين يتعاطون المخدرات، حيث يكونون في حالة فقدان للوعي، وأضاف أن بعض هؤلاء الشباب قد يكونون متعلمين ولديهم وضع اجتماعي مستقر ماديًا ومعنويًا، إلا أنهم تحت تأثير المخدرات أو عند غيابها، قد يرتكبون أبشع الجرائم دون تردد

أقرأ كمان:  «رحلة في أعماق الذات» "كتالوج": محطة فارقة في مسيرة فنان يبحر في التجربة الإنسانية

وفيما يتعلق بالحلول المجتمعية المقترحة، أكد صندوقي على أهمية تعزيز الترابط المجتمعي وتدخل المجتمع المدني من خلال الجمعيات والهيئات التربوية والشبابية، لما له من دور فعال في إخراج الشباب من العزلة وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، بالإضافة إلى تعزيز دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية المختلفة، وكذلك قاعات الرياضة وغيرها من الأماكن التي يمكن أن تستقطب الشباب وتساهم في تنميتهم