
الروبوتات ذات الشكل البشري غالبًا ما تصمم لتقليد الإنسان وأداء مهام عملية مثل مساعدة كبار السن أو التعامل مع المواد الخطرة، أو حتى في مجال التصنيع، لكن دورها في الفنون الإبداعية بقي محدودًا، وهذا بالضبط ما يسعى إليه الباحثون في بعض الجامعات، معالجة هذه الثغرة هو هدفهم الأساسي، لجعل الروبوتات جزءًا لا يتجزأ من عالم الفن والإبداع
### Robot Drummer: ثورة في عالم الموسيقى
الابتكار الجديد المسمى Robot Drummer يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الروبوت الشبيه بالإنسان قادر ليس فقط على الحفاظ على الإيقاع، بل أيضًا على عزف أنماط طبول معقدة بدقة وتعبير يقتربان من الأداء البشري، هذا التطور قد يمهد الطريق لمشاركة موسيقيين آليين في العروض الحية مستقبلًا، مما يفتح آفاقًا جديدة في عالم الموسيقى والأداء الحي
### من فنجان قهوة إلى روبوت عازف
فكرة هذا المشروع المبتكر انطلقت من محادثة عفوية على فنجان قهوة بين أسد علي شهيد، المؤلف الأول، والمؤلف المشارك لوريس روفيدا، حيث لاحظ شهيد أن الروبوتات نادرًا ما تغزو المجالات الإبداعية، ورأى أن الطبول تمثل ميدانًا مثاليًا لأنها تتطلب إيقاعًا، قدرات جسدية، وتنسيقًا سريعًا، قام الفريق بتطوير نظام تعلم آلي يمكّن الروبوت البشري من عزف مقطوعات كاملة على طقم طبول، واختبروا هذا النظام على روبوت G1 من شركة Unitree بعد ترجمة الموسيقى إلى تسلسل دقيق من ضربات الطبول، وفقًا لموقع interesting engineering
### كيف تعلم الروبوت العزف؟
اعتمدت الفكرة على تمثيل كل مقطوعة كسلسلة من أحداث التلامس المضبوطة زمنيًا، مما يرشد الروبوت إلى الطبول التي يجب قرعها والتوقيت المناسب لكل ضربة، ومع التدريب المكثف في بيئة محاكاة ظهرت سلوكيات تحاكي البشر مثل تبديل العصا، ضربات الذراع المتقاطعة، وتحسين الحركة عبر المجموعة

### من الجاز إلى الميتال: الروبوت يتحدى الأنواع الموسيقية
الاختبارات شملت أنواعًا موسيقية متنوعة من الجاز إلى الروك والميتال، مع مسارات مثل In the End لفرقة لينكين بارك، Take Five لديف بروبيك، وLiving on a Prayer لبون جوفي، وقد حقق الروبوت دقة إيقاعية تجاوزت 90% في العديد من المقاطع، كما تعلم التخطيط المسبق للضربات وإعادة توزيع العصي بسرعة
### مستقبل الموسيقى: روبوتات على المسرح؟
يرى شهيد أن هذا المشروع قد يفتح الباب أمام انضمام الروبوتات إلى الفرق الموسيقية الحية، بالإضافة إلى استخدامه كإطار لتعليم مهارات التوقيت في مجالات أخرى، يخطط الباحثون لنقل التجربة من المحاكاة إلى العالم الواقعي، مع إضافة قدرات ارتجال تتيح للروبوت التكيف مع الإشارات الموسيقية والاستجابة الفورية مثل العازفين البشر، ويختتم: إذا نجح هذا التطوير، فقد نشهد مستقبلًا حفلات موسيقية تضم موسيقيين بشرًا وآخرين آليين يقدمون إيقاعًا مثاليًا دون تفويت أي نبضة