هرمون يرتفع بسبب عادات خاطئة ما هو وكيف نتجنبه

هرمون يرتفع بسبب عادات خاطئة ما هو وكيف نتجنبه



مصدر الصورة

لا شك أنك صادفت “كوكتيل الكورتيزول” على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الترند الذي يزعم مروجوه قدرته على خفض مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، فهل هذا صحيح، وما هي المخاطر المحتملة له؟

يتكون هذا المشروب من مزيج منعش يضم البرتقال والليمون وماء جوز الهند مع قليل من ملح الهيمالايا، ويُعرف أيضاً باسم “كوكتيل الغدة الكظرية”، فما مدى فعاليته؟

الكورتيزول، الذي يُطلق عليه غالباً “هرمون التوتر”، يلعب دوراً حيوياً في الجسم، حيث تفرزه الغدد الكظرية الموجودة أعلى الكليتين، وذلك لمساعدة الجسم على الاستجابة للمواقف الطارئة والتعامل معها بكفاءة، فما هي وظيفته تحديدًا؟

على الرغم من شعبيته الواسعة، لا يوجد إثبات طبي قاطع لفعالية هذا المشروب حتى الآن، وتوضح مجد الخطيب، اختصاصية التغذية الأردنية، أن “مكونات هذا الكوكتيل غنية بفيتامين سي والبوتاسيوم والصوديوم، مما يجعله مرطباً للجسم ومعوضاً للأملاح ويساهم في تحسين مستويات الطاقة، إلا أنه لا يوجد دليل علمي يؤكد قدرته على خفض الكورتيزول بشكل مباشر”، فهل هذا يعني أنه غير مفيد؟

يشير استشاري أمراض الباطنة والغدد الصماء المصري، إسلام الشواف، إلى أن ارتفاع أو انخفاض مستويات الكورتيزول يمكن أن يضر بالصحة، ويوضح أن “الكورتيزول ضروري لأداء وظائف حيوية مثل تقليل الالتهابات، تنظيم ضغط الدم، والتحكم في النوم ومستويات الطاقة، وزيادته قد تؤدي إلى متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome) التي تتجلى في زيادة الوزن بالجزء العلوي من الجسم، خاصة حول الخصر والظهر والوجه وبين الكتفين”، فما هي المخاطر الأخرى المرتبطة به؟

ويضيف الشواف: “نقص الكورتيزول قد يؤدي إلى مرض أديسون (Addison’s disease)، وتشمل أعراضه المبكرة التعب الشديد، الرغبة الشديدة في تناول الملح، وفقدان الوزن نتيجة لقلة إنتاج الكورتيزول من الغدد الكظرية”، فما هي الأسباب المحتملة لنقص الكورتيزول؟

أقرأ كمان:  الفنان سيد صادق في ذمة الله عن عمر 80 عاما

ترند الكورتيزول ووسائل التواصل الاجتماعي

ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها الكورتيزول اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ففي السابق، انتشر مصطلحا “وجه الكورتيزول” أو “وجه القمر” للإشارة إلى تراكم الدهون في منطقة الوجه، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى إخفاء الأذنين عند النظر إلى الوجه من الأمام، فما هي أسباب هذه الظاهرة؟

تنتشر باستمرار معلومات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي حول كيفية التعامل مع ارتفاع مستويات الكورتيزول، وتشمل بعض الاقتراحات أساليب من الطب البديل، كالحجامة، بالإضافة إلى الترويج لمكملات غذائية مثل الأشواغاندا (Ashwaghanda)، إلا أن فعاليتها لم تثبت طبياً حتى الآن، فهل يجب الوثوق بهذه المعلومات؟

إسراء، التي تعاني من ارتفاع في مستويات الكورتيزول، تؤكد أنها جربت هذه الأساليب دون جدوى، وفي النهاية، قررت اتباع نصائح الأطباء بالابتعاد عن مسببات التوتر، والالتزام بنظام غذائي صحي، وتناول بعض الأدوية لخفض وزنها الزائد الناتج عن ارتفاع الهرمون، فما هي النصائح التي تلقتها إسراء؟



مصدر الصورة

التوتر المزمن وتأثيره على الكورتيزول

يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترات طويلة، مما يؤثر سلباً على صحة الجسم، وهذا ما حدث مع إسراء، البالغة من العمر 27 عاماً، التي توضح أن “ارتفاع الكورتيزول تسبب في إصابتها بمقاومة الأنسولين وزيادة ملحوظة في الوزن، حيث اكتسبت 18 كيلوغراماً في غضون شهرين فقط، بالإضافة إلى حساسية شديدة أرجعها الأطباء إلى تأثير الكورتيزول على المناعة، وبعد التحاليل والفحوصات، تم تشخيص حالتي بارتفاع الكورتيزول”، فما هي الأعراض التي ظهرت على إسراء؟

يتم قياس مستويات الكورتيزول من خلال تحليل الدم أو البول أو اللعاب، ونظراً لتقلب مستويات الكورتيزول على مدار اليوم، قد يطلب الطبيب إجراء عدة اختبارات في أوقات مختلفة أو أنواع مختلفة من التحاليل، فما هي أهمية هذه التحاليل؟

أقرأ كمان:  «كارثة بيئية سامة» "ديدان النار" تغزو شواطئ أمريكا: خطر يهدد الحياة البحرية والسياحة

تصف إسراء حياتها بأنها تدور في حلقة مفرغة، حيث تقول: “أعاني من اضطرابات في النوم منذ فترة طويلة، وهذا بدوره أدى إلى ارتفاع الكورتيزول، وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع الكورتيزول يزيد من اضطرابات النوم، فأنا عالقة في هذه الدوامة التي لا تنتهي”، فكيف يمكن كسر هذه الحلقة؟



مصدر الصورة

عادات يومية تزيد من هرمون الكورتيزول

توضح اختصاصية التغذية مجد الخطيب أن بعض الأمراض يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، ولكن السبب الرئيسي غالباً ما يكون التوتر المزمن، قلة النوم، ونمط الحياة السريع المليء بالضغوط، فما هي العوامل الأخرى التي تساهم في ارتفاع الكورتيزول؟

تؤكد الخطيب أن النظام الغذائي غير الصحي يلعب دوراً كبيراً في رفع مستويات الكورتيزول، وتشير إلى أن “تناول السكريات المكررة، المشروبات الغازية، الإفراط في الكافيين، عدم الحصول على كمية كافية من البروتينات، ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية، كلها عوامل تساهم في زيادة الكورتيزول”، فما هي الأطعمة التي يجب تجنبها؟

وتلفت الخطيب الانتباه إلى بعض العادات اليومية التي قد تزيد من الكورتيزول دون أن ندرك ذلك، مثل قضاء وقت طويل في تصفح الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، القيام بمهام متعددة بشكل مفرط، الجلوس لفترات طويلة، ومتابعة الأخبار السلبية والمحتوى المثير للقلق على الشاشات، فكيف يمكننا تغيير هذه العادات؟

وتضيف: “تشمل أعراض ارتفاع الكورتيزول زيادة الوزن، خاصة في منطقتي البطن والوجه، تراكم الدهون بين لوحي الكتفين، ارتفاع مستويات السكر في الدم (الغلوكوز) الذي قد يتطور إلى النوع الثاني من مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، وضعف العظام (هشاشة العظام)”، فمتى يجب علينا استشارة الطبيب؟

نمط الحياة الصحي هو الحل الأمثل

تقدم الخطيب نصائح قيمة حول كيفية الحفاظ على مستويات الكورتيزول ضمن المعدل الطبيعي، وتوضح أن “الكورتيزول ليس عدواً، بل هو هرمون ضروري، ولكن السر يكمن في الحفاظ على توازنه من خلال نمط حياة صحي ومتوازن، فالصحة النفسية والجسدية وجهان لعملة واحدة، لذا فإن التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة بانتظام، النوم الكافي، التأمل، التنفس العميق للسيطرة على التوتر، وقضاء وقت ممتع مع الأحباء، كلها عوامل أساسية للحفاظ على مستويات الكورتيزول الصحية”، فما هي الخطوات العملية التي يمكننا اتخاذها؟

أقرأ كمان:  «خيانة مزدوجة».. موظفة تكشف كيف استُغلت خبرتها في التكنولوجيا لتمويل النظام بدلًا من تحسين معيشتها

تؤكد إسراء أنها بدأت تشعر بتحسن تدريجي في حالتها الصحية، على الرغم من أنها تحاول إنقاص 18 كيلوغراماً من وزنها على مدى أربعة أشهر، وتعبر عن ثقتها بطبيبها المعالج والتزامها بتعليماته المتعلقة بنمط الحياة الصحي، وتقول: “على الرغم من أن مستويات الكورتيزول تنخفض ببطء، إلا أن مقاومة الأنسولين قد تحسنت بشكل ملحوظ”، فما هي الدروس المستفادة من تجربة إسراء؟