
قررت، من منطلق الحرص على مصلحة طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور، وكذلك زملائي المتخصصين في مختلف المواقع الإخبارية، أن أكشف اللثام عن سر الأماكن المتاحة لطلاب المرحلة الثالثة، وبالأخص طلاب الدور الثاني من الثانوية العامة القديمة الذين أعادوا السنة، في كليات القمة كالطب والصيدلة والعلاج الطبيعي والهندسة والحاسبات، وذلك حتى لا يُفهم الأمر على أنه إخلال بمبدأ تكافؤ الفرص، أو أن أصحاب المجاميع المتدنية في الدور الثاني من طلاب الثانوية القديمة سيحصلون على مقاعد في المرحلة الثالثة والأخيرة بكليات القمة بشكل مطلق، هذا يأتي بعد البيان الذي صدر عن مكتب تنسيق القبول بالجامعات والذي تسبب في إرباك المشهد بسبب عدم وجود توضيح منطقي لوجود أماكن شاغرة لطلاب المرحلة الثالثة من الثانوية العامة القديمة في كليات القمة، وهو ما أثار تساؤلات عديدة.
### تساؤلات حول الأماكن الشاغرة في كليات القمة
بدأت التساؤلات تنهال من الطلاب والإعلاميين في المواقع الإخبارية، والتي نشرت عناوين رئيسية مثيرة تتحدث عن مفاجأة من مكتب التنسيق بوجود أماكن شاغرة في كليات الطب والهندسة والحاسبات لطلاب النظام القديم في المرحلة الثالثة، كما تواصلت الفضائيات للاستفسار عن هذه المفاجأة وأسبابها.
### خطأ في صياغة بيان مكتب التنسيق
أوضحت للجميع أن الأمر يتعلق بخطأ في صياغة بيان مكتب التنسيق، وهو أمر لم يحدث في السنوات السابقة، ويعزى ذلك إلى استبعاد خبراء التنسيق وتولي قيادات غير ملمة بالقواعد المسؤولية، ولهذا لم يتم توضيح أن الأماكن الشاغرة مخصصة لطلاب الدور الثاني من الثانوية العامة القديمة، ففي الأعوام السابقة، كان أي طالب في الدور الثاني يحقق مجموعًا يؤهله لكليات القمة يتم توزيعه على الكلية المناسبة، حتى لو كانت من كليات المجموعة الطبية، وهذا ما كان يوضحه بيان مكتب التنسيق تحت إشراف سيد عطا.
### اختلاف نظامي الثانوية العامة وتأثيره
هذا العام، لدينا نظامان للثانوية العامة: النظام الحديث الذي يمثل الأغلبية بـ 785 ألف طالب تقدموا للامتحانات ونجح منهم 575 ألفًا بمجموع 320 درجة في خمس مواد، والنظام القديم الذي يضم الطلاب المعادين وعددهم 45 ألفًا ونجح منهم 32 ألفًا بمجموع 420 درجة في سبع مواد، وقد بدأ منذ أيام امتحان الدور الثاني لحوالي 145 ألف طالب من النظام الحديث و12 ألفًا من النظام القديم، النجاح يتطلب الحصول على 50% من مجموع درجات المادة، وأي طالب يحقق القبول في كليات المرحلة الأولى أو الثانية سيتم قبوله، بشرط أن يكون مجموعه مساويًا أو أعلى من الحد الأدنى للقبول.
### آلية توزيع طلاب الثانوية العامة القديمة
قرر المجلس الأعلى للجامعات توزيع طلاب الثانوية العامة القديمة بعد تحديد نسبتهم مقارنة بالثانوية الحديثة، على أساس متوسط الحد الأدنى لكل قطاع في السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك لتحقيق تكافؤ الفرص وتجنب ظلمهم عند توزيعهم بنفس نسبة الثانوية الحديثة، خاصةً مع اختلاف المجموع الكلي لكل شهادة، كما تم وضع متوسط للحد الأدنى لكليات القمة بناءً على متوسط السنوات الثلاث الماضية، فمثلاً، إذا كان الحد الأدنى للطب 94% و92% و91% في السنوات الثلاث الأخيرة، فسيكون المتوسط حوالي 92%.
### الأماكن الشاغرة المتبقية
بافتراض أن طلاب الثانوية القديمة يمثلون 10% أو 7% من طلاب الثانوية الحديثة، فقد تم توزيعهم في المرحلتين الأولى والثانية على هذا الأساس وبمتوسط السنوات الثلاث الماضية، ولكن بعد شغل هذه النسبة، تبقت أماكن شاغرة قد لا تزيد عن مقعد واحد أو اثنين في بعض الكليات، وبذلك يحق لأي طالب من الثانوية العامة القديمة نجح في الدور الثاني وحقق الحد الأدنى للقبول في أي من كليات القمة أن يلتحق بها، وحتى إن لم تتجاوز هذه الأماكن خمسة أو ستة مقاعد في المجمل، فلن يضيع حقه إذا كان مجموعه يؤهله للقبول في ظل النسبة المحددة ومتوسط الحد الأدنى.
### ميزات طلاب الدور الثاني من الثانوية الحديثة
أما طلاب الدور الثاني من الثانوية الحديثة، فسيتمتعون بنفس الميزات إذا حققوا الدرجات التي تؤهلهم للالتحاق بكليات المرحلتين الأولى أو الثانية، بشرط أن يكون مجموعهم مساويًا أو أعلى من الحد الأدنى للقبول هذا العام، على عكس طلاب الثانوية القديمة الذين سيتم توزيعهم على أساس متوسط الحد الأدنى للقبول في السنوات الثلاث الماضية.
### تفسير اللبس الحاصل
هذا هو السر وراء وجود أماكن شاغرة في كليات القمة لطلاب الثانوية القديمة، وهو ما لم يستطع القائمون الجدد على التنسيق تفسيره، ما أدى إلى ظهور الأمر كمفاجأة غير منطقية، وتسبب في هذا المشهد المرتبك، حيث أوحى بيان مكتب التنسيق بوجود أماكن لطلاب الدور الثاني بمجموعهم الضعيف، وهو ما ينافي مبدأ تكافؤ الفرص، والأغرب أنه لم يصدر بيان توضيحي لتصحيح هذا الفهم الخاطئ.