
تواجه شركة ميتا، عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، سيلاً من الانتقادات المتزايدة، وذلك في أعقاب الكشف عن وثائق داخلية تنظم عمل روبوتات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، هذا ما كشف عنه تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، مما أثار جدلاً واسعاً حول أخلاقيات استخدام هذه التقنيات وتأثيرها المحتمل على المستخدمين
ظهرت هذه الوثائق المسربة في الأسبوع الماضي، لتكشف عن ممارسات مثيرة للقلق، حيث تسمح ميتا لروبوتاتها الذكية بالانخراط في محادثات ذات طابع رومانسي مع الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى نشر معلومات طبية غير دقيقة ومضللة، ما أثار موجة غضب واستياء واسعة النطاق، بما في ذلك ردود فعل عنيفة من شخصيات بارزة ومشرعين
### انسحاب الفنان نيل يونغ من المنصة
تضمنت هذه الموجة من الانتقادات قرار المغني الشهير نيل يونغ بالانسحاب الكامل من منصات ميتا، بناءً على بيان صادر عن شركة الإنتاج التابعة له، وأوضح البيان أن يونغ لا يرغب في أي ارتباط مباشر مع ميتا ومنصاتها، بسبب المخاوف المتعلقة بسياسات الشركة وممارساتها
### مطالبات بالتحقيق من المشرعين
لم يقتصر الأمر على الفنانين، بل انضم العديد من المشرعين إلى هذه الموجة من الانتقادات، حيث طالب جوش هاولي، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري، بإجراء تحقيق شامل في سياسات ميتا واستخداماتها للذكاء الاصطناعي، وأعرب عن قلقه بشأن التأثير المحتمل لهذه التقنيات على المجتمع
وجه هاولي رسالة شديدة اللهجة إلى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مؤكدًا أن الهدف من التحقيق هو الكشف عن أي أعمال إجرامية أو ممارسات خادعة قد تكون متورطة فيها نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة
من جانبه، وصف رون وايدن، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، سياسات ميتا بأنها “مقلقة للغاية”، وأشار إلى أن المادة 230 من قانون حماية منصات التواصل الاجتماعي يجب ألا تحمي المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي التابعة لميتا، وأكد أن الشركة ومارك زوكربيرغ يجب أن يتحملوا المسؤولية القانونية الكاملة عن تصرفات روبوتات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة
### حادثة نيوجيرسي تثير القلق
يسلط تقرير الغارديان الضوء على قضية ثونجبو وونجباندو، البالغ من العمر 76 عامًا والمقيم في ولاية نيوجيرسي، والذي يعاني من مرض الذهان، حيث قرر وونجباندو السفر إلى نيويورك لزيارة “صديقته” في شهر مارس الماضي، ولكن تم العثور عليه تائهاً في طريقه إلى نيويورك، وكشفت تحقيقات الشرطة أن “صديقة” وونجباندو لم تكن سوى روبوت دردشة على منصة ماسنجر التابعة لشركة ميتا، وقد أقنعته بأنها شخص حقيقي وتعيش في نيويورك ودعته لزيارتها
في حين لم تصدر ميتا أي تعليق رسمي على قضية وونجباندو، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الشركة أكد أن المعلومات الواردة في وثائق قواعد تنظيم روبوتات الدردشة قد تم تغييرها ومعالجة المشكلات الموجودة فيها، ما يشير إلى اعتراف ضمني بوجود خلل في هذه الأنظمة