في سياق الجهود الدبلوماسية المكثفة الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة, أجرى الدكتور بدر عبد العاطي, وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج, سلسلة اتصالات هاتفية حيوية يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2025, شملت هذه الاتصالات كلاً من السيد ديفيد لامى, وزير خارجية المملكة المتحدة, والسيد هاكان فيدان, وزير خارجية تركيا, والسيدة كايا كالاس, الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي, بالإضافة إلى السيد حسين الشيخ, نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين, وذلك بهدف تنسيق الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع الدائر والحد من تداعياته الإنسانية.
وإضافة إلى ماسبق, تجدر الإشارة إلى أن هذه المشاورات الهاتفية تأتي في ظل تصاعد وتيرة الأحداث الإقليمية, وتزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني في غزة, مما يستدعي تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل إلى حلول مستدامة, وضمان حماية المدنيين, وتلبية احتياجاتهم الأساسية, وتمهيد الطريق نحو إعادة الإعمار والتنمية في القطاع.
مستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المصرية للوساطة
ركزت الاتصالات على بحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية, وعلى رأسها الوضع المتأزم في غزة, حيث قدم الوزير عبد العاطي عرضاً تفصيلياً للجهود المصرية الحثيثة, بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة, من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار, وضمان دخول المساعدات الإنسانية العاجلة, وإطلاق سراح الرهائن والأسرى, مؤكداً إحراز تقدم ملحوظ في هذا المسعى, والذي تجسد في المشاورات الأخيرة التي جرت في القاهرة مع الوفد الفلسطيني, والتي تمحورت حول المقترح المقدم من المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط, ستيف ويتكوف, والذي حظي بموافقة حركة حماس, وأكد الوزير أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل, مشدداً على أهمية الضغط عليها للموافقة على المقترح, بما يسهم في التخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة, كما استعرض وزير الخارجية الاستعدادات الجارية لاستضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار, فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الدعم الدولي للجهود المصرية
من جانبهم, أعرب المسؤولون عن تقديرهم العميق للدور المحوري الذي تقوم به مصر في الوساطة, بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة, من أجل وقف إطلاق النار, مؤكدين دعمهم الكامل لجهود مصر ودورها الحيوي في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة, ومشيدين بالتزامها الدائم بالعمل على تحقيق السلام العادل والشامل.