وفاة طفل مصري بسبب النودلز طبيب يكشف التفاصيل

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

أثارت حادثة وفاة الطفل حمزة الوزان، البالغ من العمر 13 عامًا، في منطقة المرج بالقاهرة، ضجة واسعة النطاق في مصر حول المخاطر المحتملة لاستهلاك النودلز، سواء كانت مطبوخة أو نيئة، خاصة وأن الطفل تناول ثلاث عبوات من النودلز سريعة التحضير مرة واحدة، وهو الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا بين الأسر المصرية، بالإضافة إلى ذلك، دفعت الحادثة الكثيرين للتساؤل حول سلامة هذه المنتجات، ومدى تأثيرها على صحة الأطفال، وما إذا كانت هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لضمان سلامة الغذاء

ونشر والد الطفل حمزة تحذيرًا عبر الإنترنت يحث فيه الآباء على منع أطفالهم من تناول النودلز، مما زاد من حدة النقاش والخوف بين العديد من المصريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن قلقهم بشأن سلامة هذه المنتجات، وتأثيرها المحتمل على صحة أطفالهم، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات رقابية أكثر صرامة لضمان سلامة الغذاء

### مطابق للمواصفات

أظهر الفحص الأولي للمنتج أنه يطابق المواصفات القياسية، في حين أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الوفاة قد تكون ناجمة عن مضاعفات صحية خطيرة نتيجة تناول كميات كبيرة من النودلز سريعة التحضير دون طهي، وهو ما أثار المزيد من التساؤلات حول تأثير هذه المنتجات على صحة المستهلكين، وخاصة الأطفال

وأوضح استشاري الجهاز الهضمي والمناظير الطبية، الدكتور حسام عبد العزيز، خلال استضافته في برنامج “صباح العربية”، ردًا على سؤال حول ما إذا كانت المشكلة تكمن في عدم طهي النودلز أو في التوابل المصاحبة لها، أن هذه ليست أول حالة وفاة مرتبطة بتناول النودلز، مشيرًا إلى أن هناك حالات مماثلة وقعت في السابق، وهو ما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات والتحاليل للتحقق من سلامة هذه المنتجات

وذكّر الدكتور عبد العزيز بحادثة مماثلة وقعت في عام 2022، حيث تبين بعد الفحص أن أكياس النودلز المتوفرة في الأسواق المصرية كانت سليمة، مما يزيد من تعقيد الأمر، ويطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الحالات، وهل هي مرتبطة بمكونات معينة في المنتج، أم بعوامل أخرى

### حساسية محتملة

أشار الطبيب إلى أن الوفاة قد تكون مرتبطة بمواد معينة موجودة في الوجبة السريعة، موضحًا أن القمح، على سبيل المثال، وهو أحد المكونات الأساسية، قد لا يمثل مشكلة في حد ذاته، إلا أن الحساسية المحتملة لدى الطفل تجاه هذا المكون قد تكون السبب وراء الحادثة، بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب المواد الحافظة والتوابل المضافة دورًا في ذلك

وأكد أيضًا أن المشكلة قد تكمن في المواد الحافظة أو التوابل المضافة، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على أنزيمات الكبد والكلى، مما يسبب أضرارًا جسيمة، حتى وإن كان المنتج نفسه سليمًا، وهو ما يستدعي إجراء المزيد من الفحوصات والتحاليل للكشف عن هذه المواد، وتحديد مدى تأثيرها على صحة الإنسان

وأضاف الطبيب أن هناك عدة احتمالات محتملة للوفاة، بما في ذلك حساسية الطفل تجاه أحد مكونات الوجبة، سواء كانت المواد الحافظة الموجودة في دقيق القمح أو النكهات الصناعية الموجودة في التوابل، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الاختناق ودخول جزء من المادة الصلبة غير المطهية إلى القصبة الهوائية بدلاً من المريء والجهاز الهضمي سببًا آخر، كما أن الكمية الكبيرة التي تناولها الطفل قد تكون تسببت في انسداد معوي، مع الإشارة إلى أن “الانسداد المعوي لا يؤدي إلى الوفاة في الحال”

وأكد الطبيب أنه لا يمكن اتهام المنتج الغذائي نفسه بشكل قاطع، قبل إجراء المزيد من التحقيقات والتحاليل لتحديد السبب الحقيقي وراء الوفاة، وهو ما يتطلب تضافر جهود الجهات المعنية للوصول إلى الحقيقة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المستهلكين

ختامًا، لفت طبيب الجهاز الهضمي إلى أن الإفراط في تناول النودلز سريعة التحضير، التي تحتوي على دقيق القمح، يعني استهلاك كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة، مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم وزيادة السمنة، وهو ما يشكل خطرًا على الصحة العامة، ويتطلب توعية المستهلكين بأضرار الإفراط في تناول هذه المنتجات

كما نبه إلى أن النودلز غالبًا ما تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم لتعزيز نكهتها وحفظها، وأن الإفراط في تناول الصوديوم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية ومشاكل الكلى، وهو ما يستدعي الاعتدال في تناول هذه المنتجات، والبحث عن بدائل صحية أكثر

تلقت أجهزة الأمن بقسم شرطة المرج بلاغًا من الأهالي يفيد بتدهور الحالة الصحية للطفل حمزة بعد تناوله كمية كبيرة من النودلز مباشرة دون غليها أو طهيها، وعلى الفور، تم إخطار النيابة العامة للتحقيق في الواقعة

وأمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وتحديد سبب الوفاة، بالإضافة إلى استدعاء أسرة الطفل للاستماع إلى أقوالهم، وحتى الآن، لم يتم حسم سبب الوفاة من قبل الطب الشرعي، ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادثة