أفادت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، بأن المملكة المتحدة تراجعت عن سعيها لإلزام شركة أبل، المصنعة لأجهزة آيفون، بتوفير “باب خلفي” يُمكّن السلطات من الوصول إلى البيانات المشفرة والمحمية للمواطنين الأميركيين، وقد أعلنت غابارد عن هذا التطور يوم الاثنين عبر منصة إكس في الولايات المتحدة، مشيرة إلى عملها المكثف لعدة أشهر مع الجانب البريطاني، بمشاركة الرئيس دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس، للتوصل إلى هذا الاتفاق، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز، وقد تزامن هذا الإعلان مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن يوم الاثنين، حيث التقى ترامب إلى جانب قادة أوروبيين آخرين لمناقشة الصراع الدائر في أوكرانيا.
تأكيد المملكة المتحدة لموقفها الأمني
في يوم الثلاثاء، صرح متحدث باسم الحكومة البريطانية بأنه على الرغم من تحفظهم عن التعليق على أي اتفاق محدد، فقد دأبت بريطانيا منذ فترة طويلة على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات الأمنية المتنوعة، مع الحفاظ على التزامها بحماية خصوصية المواطنين في كلا البلدين، وأضاف المتحدث أن بلاده ستتخذ دائمًا جميع الإجراءات الضرورية على الصعيد المحلي لضمان سلامة وأمن مواطني المملكة المتحدة.
مخاوف المشرعين الأميركيين وتحدي أبل
خلال شهر مايو، حذر مشرعون أميركيون من أن مطالبة المملكة المتحدة لشركة أبل بإنشاء باب خلفي للوصول إلى بيانات مستخدميها المشفرة قد يفتح الباب أمام استغلاله من قبل المجرمين السيبرانيين، وفي هذا السياق، طعنت شركة أبل، التي لطالما أكدت عدم نيتها توفير مثل هذا الوصول إلى خدماتها أو أجهزتها المشفرة، في الأمر أمام محكمة صلاحيات التحقيق في المملكة المتحدة.
سحب ميزات الحماية والتداعيات الثنائية
قامت الشركة المصنعة لهواتف آيفون بسحب ميزة “الحماية المتقدمة للبيانات” للمستخدمين في بريطانيا خلال شهر فبراير، وذلك عقب صدور الأمر البريطاني، وتتيح هذه الميزة لمستخدمي هواتف آيفون وأجهزة ماك وغيرها من منتجات أبل تفعيل حماية إضافية تضمن أنهم وحدهم، وليس حتى شركة أبل نفسها، من يستطيعون الوصول إلى البيانات المخزنة على سحابة الشركة، وفي وقت سابق من هذا العام، أعرب مسؤولون أميركيون عن دراستهم ما إذا كانت مطالبة بريطانيا لشركة أبل بتوفير باب خلفي للوصول إلى النسخ الاحتياطية من البيانات في أنظمة التخزين السحابي المشفرة، قد يشكل انتهاكًا لاتفاقية ثنائية قائمة بين البلدين.
تحذيرات خبراء الأمن السيبراني وتاريخ النزاعات
أكد خبراء في الأمن السيبراني لوكالة رويترز أن أي خيار لشركة أبل بتوفير باب خلفي للحكومة، سيؤدي حتمًا إلى اكتشاف هذا الباب واستغلاله من قبل المخترقين في نهاية المطاف، تجدر الإشارة إلى أن شركة أبل خاضت نزاعات متكررة مع الجهات التنظيمية بشأن قضايا التشفير منذ عام 2016، عندما حاولت الحكومة الأميركية إجبارها على تطوير أداة لفك تشفير هاتف آيفون يعود لشخص مشتبه به في قضايا تطرف.