«كنزٌ من التاريخ والبركة» رئيس جمعية علوم الأرض يكشف عمر ماء زمزم وأول مستخرج له بعد 15 قرنًا من الدفن

«كنزٌ من التاريخ والبركة» رئيس جمعية علوم الأرض يكشف عمر ماء زمزم وأول مستخرج له بعد 15 قرنًا من الدفن
تحديد عمر ماء زمزم

ماء زمزم ليس مجرد ماء، بل هو تاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن عمر هذا الماء المبارك يناهز 6175 عامًا، مما يجعله أقدم المياه الجوفية المعروفة زمنيًا في التاريخ، وهذا يعكس القيمة الفريدة لنبع زمزم عبر مر العصور، فمنذ اللحظة التي ضرب فيها جبريل عليه السلام الأرض بكعبه، كانت المياه موجودة، لكنها لم تُعرف بعد باسم بئر زمزم، بل كانت تُدعى نبع زمزم، قبل أن تتغير التسمية مع مرور الزمن وتصبح البئر المعروفة اليوم، وهذا يؤكد على أهميته الدينية والتاريخية التي لا تضاهى.

كيف تم تحديد عمر ماء زمزم بدقة عبر الدراسات العلمية

دراسة عمر ماء زمزم كشفت عن مفاجأة مذهلة، إذ تبين أن المياه تعود إلى أكثر من 6000 سنة، وقد أوضح الدكتور عبدالله العمري، رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، في حديثه لبرنامج “بودكاست – بترولي”، أن عمر ماء زمزم يبلغ تحديدًا 6175 سنة، وهذا الرقم يعكس البعد التاريخي العظيم لهذه المصادر المائية، والأكثر من ذلك، تشير الأبحاث إلى أن المياه كانت موجودة قبل ظهور النبع بحوالي 1200 سنة، مما يؤكد أن ماء زمزم جزء لا يتجزأ من التراث الجيولوجي والبيئي للجزيرة العربية، وقد ساهمت الأساليب الحديثة في دراسة التحاليل الكيميائية والإشعاعية في إثبات هذه الأعمار بدقة متناهية، مما يضيف بُعدًا علميًا إلى قيمته التاريخية والدينية.

قصة دفن بئر زمزم وظهوره من جديد عبر الحفر بقيادة عبد المطلب

لم يكن الوصول إلى ماء زمزم أمرًا متاحًا على الدوام، فقد مر البئر بفترة عصيبة تم خلالها دفنه لمدة تقارب 1500 سنة نتيجة صراعات بين قبيلة جُرهم وقبائل أخرى، ويُروى أنهم عمدوا إلى إغلاق البئر بسبب الخلافات التي نشبت بينهم، وفي سياق هذه الأحداث، ظهر عبد المطلب، جد الرسول ﷺ، في رؤيا منامية ثلاث مرات، حيث أُمر فيها بحفر الأرض من جديد لاستعادة المياه المباركة، فاستجاب الناس لندائه وأعادوا حفر البئر، ليتدفق الماء من جديد، ويتحول هذا النبع إلى بئر زمزم، الذي أصبح محصورًا داخل قبيلة بني هاشم، مما يعكس الأهمية العظيمة لهذا المكان في التراث الإسلامي والتاريخي.

الأثر التاريخي والديني لماء زمزم وأهميته في التراث العربي والإسلامي

ماء زمزم ليس مجرد مصدر للماء، بل هو رمز يحمل قيمة دينية وتاريخية عميقة، فهو مرتبط بأحداث إسلامية عظيمة ووقائع تاريخية تجسد أصالة المنطقة وحضارتها، فقد ارتبط نبعه بقصص الهداية والنبوة، ويحمل دلالة على الصبر والثبات في مواجهة التحديات السياسية والقبلية التي مرت بها الجزيرة العربية، ولطالما كان ماء زمزم محط اهتمام دراسات التاريخ والجيولوجيا، نظرًا لمكانته الخاصة في قلوب المسلمين والعرب، ويُعتبر رمزًا للاستمرارية والحياة المتجددة على مر العصور، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من التراث العربي والإسلامي الغني.

* يعود عمر ماء زمزم إلى أكثر من 6000 سنة حسب الدراسات الحديثة.
* تم دفن البئر قرابة 1500 سنة بسبب نزاعات قبلية.
* رؤية عبد المطلب لقاع البئر في المنام كانت سبباً في استئناف الحفر واستعادة المياه.
* تحويل النبع إلى بئر زمزم جعله جزءاً من التراث الإسلامي والعربي العريق.
* يمثل ماء زمزم رمز الحياة والبركة في التراث الديني.

أقرأ كمان:  «وداعًا لسيولة المكياج!»: نصائح ذهبية لتثبيت مثالي في حرارة الصيف