
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزنه العميق لوفاة المصارع الأسطوري هالك هوجان عن عمر يناهز 71 عامًا، ونشر البيت الأبيض تغريدة للرئيس ترامب يصف فيها هوجان بأنه “صديق عزيز”، ورمز حقيقي لشعار “لنجعل أمريكا عظيمة من جديد” فهو قوي وصلب وذكي، والأهم من ذلك، صاحب قلب كبير
أكد ترامب أن هوجان ألقى خطابًا مؤثرًا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، والذي كان من أبرز فعاليات الأسبوع، مشيرًا إلى أن هوجان أمتع الجماهير في جميع أنحاء العالم، وكان له تأثير ثقافي هائل، وقدم ترامب خالص تعازيه إلى زوجة هوجان، سكيي، وعائلته، مؤكدًا أنهم سيفتقدون هوجان كثيرًا

وبحسب ما ذكرته صحيفة “ذا صن”، توفي أسطورة المصارعة هالك هوجان عن عمر 71 عامًا إثر أزمة قلبية في منزله، وذلك بعد دخوله المستشفى قبل أسابيع قليلة
وأكدت صحيفة “ذا صن” أنه تم العثور على هوجان، واسمه الحقيقي تيري جين بوليا، متوفى في منزله في كليرواتر بولاية فلوريدا صباح يوم الخميس
واستجاب رجال الإنقاذ للمنزل بعد تلقي بلاغ عن “سكتة قلبية”، وتشير التقارير إلى أن سيارات الإسعاف ودوريات الشرطة كانت متواجدة خارج منزل هوجان صباح يوم الخميس
مسيرة حافلة بالإنجازات
يعتبر المصارع الأمريكي هالك هوجان أحد أشهر نجوم المصارعة الحرة الاستعراضية على مر التاريخ، حيث وصل إلى قمة الشهرة والثراء، واستغل هوجان بنيته الجسدية القوية، حيث كان يبلغ طوله حوالي مترين، وبدأ مسيرته الاحترافية في عالم المصارعة الحرة عام 1978، عندما كان يبلغ من العمر 25 عامًا، وبعد ذلك بعامين، انضم إلى اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية “دبليو دبليو إي” (WWE)، ليحقق خلال سنوات قليلة قمة الشهرة الرياضية
ولإدراك حجم شعبيته، شكلت مجموعة كبيرة من عشاق المصارعة الحرة مجموعة “ألتراس” لتشجيعه، وأطلقوا على أنفسهم اسم “مجانين هولك” (Hulkamaniacs)
سطع نجم هوجان بشكل خاص في عام 1983 عندما هزم أندريه العملاق، الذي كان يزن حوالي ربع طن، هذا الفوز ضاعف من شعبيته بعد أن تمكن من رفع منافسه العملاق في الهواء وإلقائه على أرض الحلبة بطريقة لا تصدق، مما أدى إلى اهتزاز القاعة من هتافات الجماهير
شارك هوجان في العديد من الأفلام السينمائية، وحصل على دور البطولة في بعضها، مما زاد من شعبيته وجلب له المزيد من الأموال الطائلة، حتى وصلت ثروته إلى حوالي 30 مليون دولار، ليصبح أغنى مصارع في جيله
الغرور والفضائح
يبدو أن الشهرة الكبيرة والأموال الطائلة أثرت سلبًا على هوجان، حيث صرح عن نفسه بأنه “أقوى رجل، ولا يخاف حتى من الوحوش المفترسة”، كما تورط في سلسلة من الفضائح التي أدت إلى تراجع نجوميته وتحوله من المصارع الأكثر شعبية إلى شخصية غير مرغوب فيها لدى الجمهور
بدأت الفضائح تطارد هوجان في بداية التسعينيات عندما تم الكشف عن تعاطيه للمنشطات، على الرغم من أن المصارعة تعتبر رياضة استعراضية، وباعترافه الشخصي، فإن جميع النزالات تكون تمثيلية، ويتم الاتفاق عليها مسبقًا، ويتم تحديد الفائز بموجب عقد رسمي يحدد ما يحصل عليه كل مصارع من الأموال
ومما زاد الطين بلة، أنه لم يكتف بتعاطي المنشطات، بل كان يتاجر بها أيضًا عن طريق بيعها للمصارعين الآخرين، وهو ما أدى إلى انكشاف أمره عن طريق أحدهم
نظرًا لكونه أحد “نجوم الشباك” الذين يجذبون الجمهور لمشاهدة عروض المصارعة، قرر الاتحاد الدولي للمصارعة الاستعراضية “دبليو سي دبليو” (WCW) إعادته إلى المنافسات في عام 1996، بهدف استعادة نجوميته وكسب الأموال مرة أخرى
ظل هوجان يسعى جاهدًا لكي ينسى الجمهور تورطه في تجارة المنشطات، حتى تورط في فضيحة أكبر بكثير عندما طلقت زوجته منه بعد أن اكتشفت خيانته الزوجية لها مع العديد من النساء، بما في ذلك بعض أقرب صديقاتها
فضيحة مدوية
بدلًا من أن يتعلم من أخطائه، تورط هوجان في فضيحة مدوية جديدة بالصوت والصورة، عندما انتشر مقطع فيديو غير أخلاقي له مع زوجة أحد أقرب أصدقائه، الأمر الذي اعتبره الجمهور الأمريكي خيانة لا تغتفر لصديقه، مما أدى إلى تدمير صورته تمامًا وتحوله إلى شخص مكروه من قبل الجماهير بعد أن كان محبوبًا
ويبدو أن سقوطه المدوي وفقدانه لشعبيته بهذا الشكل دفعه إلى محاولة الخروج من هذه الفضيحة بأكبر قدر ممكن من المكاسب المادية، حيث رفع دعوى قضائية في عام 2016 ضد موقع “جوكر” (Gawker) الذي قام بتسريب مقطع الفيديو الفاضح، مدعيًا أنه انتهك خصوصيته بشكل صارخ
ونجح هوجان في تحقيق هدفه، حيث حكمت له المحكمة بتعويض ضخم قدره 115 مليون دولار، ولكن تم تخفيضه إلى 30 مليون دولار بسبب عدم قدرة الموقع على سداد المبلغ الضخم
على الرغم من أنه حصل على المال الوفير الذي عوضه عن تكاليف طلاقه الباهظة من زوجته، إلا أنه فقد احترام الجميع، حيث اعتبروا أن خيانته لأقرب أصدقائه جريمة أخلاقية معنوية، حتى لو لم يعاقب عليها القانون الأمريكي
ولم يكد هوجان يهنأ بالتعويض الكبير، حتى انهالت الخسائر على رأسه بفسخ الشركات عقود الرعاية معه واحدًا تلو الآخر، خوفًا على تلطيخ سمعتها ومراعاة لمشاعر الجماهير التي أصبحت تكرهه وتعتبره مثالًا سيئًا ليس للرياضيين فقط، بل للإنسان بشكل عام