تم تحديثه الخميس 2025/10/30 12:17 ص بتوقيت أبوظبي
أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة للمرة الثانية هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس، ليصبح في نطاق يتراوح بين 3.75% و4%، وهو إجراء يهدف إلى دعم الاقتصاد الأمريكي في ظل عدم اليقين الذي يحيط ببيانات التوظيف والتضخم، والذي تأثر بتعليق عمل الحكومة الفيدرالية.
تأثير القرار على الأسواق العالمية
يأتي هذا القرار في وقت تواجه فيه الأسواق العالمية تقلبات حادة، حيث تترقب البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم كيفية تأثير هذا القرار على حركة رؤوس الأموال وأسعار الذهب والدولار خلال الفترة المقبلة.
دوافع خفض الفائدة
أدى إغلاق الحكومة الأمريكية إلى شلل تدفق البيانات الاقتصادية التي يعتمد عليها الفيدرالي في تحديد سياسته النقدية، مما دفعه إلى اتخاذ قرار خفض الفائدة بشكل استباقي لدعم النمو وتعزيز التوظيف، وتشير تقديرات الأسواق إلى أن المجلس قد يقوم بخفض ثالث محتمل في ديسمبر المقبل إذا استمر تباطؤ مؤشرات الاقتصاد، على الرغم من تلميحات بعض المسؤولين إلى إمكانية التريث في حال تحسن بيانات سوق العمل.
ردود الفعل على أسعار الذهب
عقب الإعلان عن القرار، شهدت أسعار الذهب زيادة حادة في الأسواق العالمية، حيث ارتفعت الأونصة بحوالي 60 دولارًا لتصل إلى 4020 دولارًا، وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” المصرية، أن الذهب استعاد جزءًا من مكاسبه بعد الانخفاضات الأخيرة، بدعم من خفض الفائدة وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، استعدادًا للقمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي والصيني، مضيفًا أن الأسواق المصرية تتأثر سريعًا بتحركات الأونصة العالمية، ومع ضعف المعروض محليًا، فإن أي ارتفاع خارجي يترجم بشكل مضاعف في الأسعار المحلية.
انخفاض قيمة الدولار
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا أمام سلة من العملات الرئيسية بعد صدور القرار، وسط توقعات باستمرار ضعف العملة الأمريكية إذا استمر الفيدرالي في نهجه التيسيري خلال الأشهر المقبلة، وأفادت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن خفض الفائدة الأمريكية يؤثر سلبًا على الدولار ويزيد من جاذبية الأصول المقومة بالذهب، موضحة أن ارتباط معظم العملات بالدولار يجعل التأثير سريعًا في الأسواق الناشئة، بما فيها السوق المصرية، وأكدت أن استقرار الدولار في مصر في الأيام المقبلة يعتمد على سياسات البنك المركزي المصري وإدارته للاحتياطيات النقدية.
تأثير خفض الفائدة على مستقبل الذهب
يرى لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن تأثير خفض الفائدة على أسعار الذهب سيكون مؤقتًا، حيث أن العامل الحاسم في تحديد الاتجاه المستقبلي هو مسار الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وقال منيب لـ”العين الإخبارية”: “إذا تم التوصل إلى اتفاق يخفف التوترات التجارية، سيشهد الذهب تراجعًا ملحوظًا، لأن حالة الهدوء تشجع المستثمرين على توجيه أموالهم نحو الأصول الإنتاجية بدلًا من الذهب كملاذ آمن”.
العوامل المؤثرة على الأسعار في المستقبل
في سياق مشابه، أوضح نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب السابق، أن خفض الفائدة يدعم الذهب مؤقتًا، إذ يتجه المستثمرون إليه كبديل عن الودائع البنكية منخفضة العائد، ولكنه سرعان ما يتراجع إذا تحقق الاستقرار التجاري والجيوسياسي، وأضاف الخبير الاقتصادي الدكتور سيد خضر أن مستقبل أسعار الذهب والدولار سيعتمد على ثلاثة محاور رئيسية تشمل نتائج الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، والأوضاع الجيوسياسية العالمية، وسياسات البنوك المركزية الكبرى تجاه أسعار الفائدة.
وأضاف أن التوصل إلى اتفاق فعلي بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ سيقلل الطلب على الذهب كملاذ آمن، في حين أن خفض الفائدة سيعزز النشاط الاقتصادي ويرفع الطلب على النفط والعملات ذات العائد المرتفع.
