
أثار القصف الإسرائيلي الأخير على مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة ردود فعل واسعة، وعلق السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، على هذا التصعيد، وكذلك على الموقف الأميركي تجاهه، واصفًا المشهد الحالي بأنه “مُربك”، حيث يكتنفه الغموض والتناقضات الظاهرة، مما يستدعي وقفة للتأمل والتحليل.
تضارب الخطاب والممارسة الأمريكية
أوضح زكي أن الخطاب الأميركي المعلن غالبًا ما يعكس إرادة سياسية ورغبة صادقة في إحلال السلام وإنهاء الصراعات والحروب المشتعلة، سواء في غزة أو أوكرانيا، وهو ما أكده الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين في إدارته مرارًا وتكرارًا، إلا أن الممارسات على أرض الواقع تأتي في اتجاه معاكس تمامًا، إذ تتجلى في صورة دعم غير مشروط لإسرائيل، مما يثير علامات استفهام حول حقيقة النوايا الأميركية، ويثير التساؤلات حول مدى جدية واشنطن في تحقيق السلام المنشود، خاصةً مع استمرار الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل دون قيود تذكر.
تزايد العزلة وتوجهات أوروبية مغايرة
أشار زكي إلى أن هذا الموقف الأميركي يزداد عزلة على الساحة الدولية، خاصةً في ظل التحركات الأوروبية البارزة التي تتخذ مسارات مختلفة، حيث تتضمن هذه التحركات نوايا جادة للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة ضد المستوطنين الذين يمارسون العنف والترهيب ضد الفلسطينيين، مما يعكس انزعاجًا أوروبيًا متزايدًا من السياسات الإسرائيلية، ورغبة في لعب دور أكثر فاعلية في دعم القضية الفلسطينية، والسعي نحو حل عادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة.
مأزق الحلول البديلة واستمرار السياسات الإسرائيلية
أكد زكي أن استمرار واشنطن في هذا النهج الداعم لإسرائيل دون قيد أو شرط، لا يساعدها على الإطلاق في إنتاج أفكار أو حلول بديلة، يمكن أن تفتح أفقًا جديدًا للخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه المنطقة، مشددًا على أن ما يجري حاليًا يمثل مأزقًا حقيقيًا للجميع، وذلك بفعل السياسات الإسرائيلية التي لا تزال تعرقل أي تقدم نحو السلام، وتزيد من حدة التوتر والاحتقان في المنطقة، مما يستدعي تحركًا دوليًا جادًا لوقف هذه السياسات، والضغط على إسرائيل للانخراط في مفاوضات جادة تفضي إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.