يعتمد ملايين الأفراد حول العالم على المكملات الغذائية اليومية لتحسين صحتهم، ولكن القليل منهم يدرك أن تناول هذه المكملات مع القهوة قد يؤدي إلى تحويلها إلى أقراص بلا فائدة، فقد أظهرت دراسات طبية حديثة نشرتها منصة Very Well Health أن الكافيين الموجود في القهوة يتداخل مع امتصاص العديد من العناصر الغذائية الأساسية، مما يقلل من فعاليتها بشكل كبير أو يلغيها تماماً، وهذا يفسر لماذا لا يشعر بعض الأشخاص بتحسن رغم انتظامهم في تناول الفيتامينات. إقرأ أيضاً: شاشة من الجيل الجديد ونظام تبريد مذهل.. وان بلس 15 يحقق أعلى معدلات الأداء والسرعة. خبراء الصحة يشيدون.. هل تغير التقنية الرقمية مستقبل الرعاية الصحية السعودية بعد تدشين النظام الجديد؟
الحديد أول الضحايا
يأتي الحديد في مقدمة المكملات الغذائية المتأثرة سلبياً بتناول القهوة، حيث يلعب هذا المعدن دوراً حيوياً في نقل الأكسجين عبر الدم ودعم وظائف الخلايا، إلا أن العفص والبوليفينولات الموجودة في القهوة ترتبط بجزيئات الحديد، مكونة مركبات معقدة تجعل امتصاصها صعباً على الجسم، وتشير الأبحاث إلى أن شرب القهوة مع مكملات الحديد قد يقلل من الامتصاص بنسبة تصل إلى 40%، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد أو فقر الدم، لذا ينصح الخبراء بفصل تناول مكملات الحديد عن شرب القهوة بفاصل زمني قدره ساعتين على الأقل لضمان الحصول على أقصى فائدة.
الفيتامينات القابلة للذوبان تواجه التحدي نفسه
تواجه الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل فيتامينات B المركب وفيتامين C، تحديات عند تناولها مع القهوة، حيث لا يخزن الجسم هذه الفيتامينات ويتخلص من الفائض منها عبر البول، والقهوة تعتبر مدرة خفيفة للبول مما يسرع عملية طرد هذه الفيتامينات، وهذا يعني أن الأشخاص الذين يتناولون فيتامينات B1 وB6 وB12 وفيتامين C مع قهوة الصباح قد يخسرون جزءاً كبيراً من فوائدها الصحية، مما يجعل استثمارهم في هذه المكملات أقل عائداً من المتوقع.
الكالسيوم وفيتامين D في خطر مضاعف
يواجه الكالسيوم وفيتامين D تحديات مضاعفة عند تناولهما مع القهوة، حيث تعمل القهوة على تقليل عدد مستقبلات فيتامين D في الجسم، وهي ضرورية لامتصاص الكالسيوم وتقوية العظام، بالإضافة إلى أن التأثير المدر للبول للقهوة يزيد من فقدان الكالسيوم عبر البول، وهذا التأثير المزدوج قد يكون خطيراً، خاصة للأشخاص المعرضين لهشاشة العظام أو كبار السن، ورغم أن إضافة الحليب إلى القهوة قد يخفف جزئياً من هذا التأثير، إلا أن الحل الأمثل يبقى في تناول هذه المكملات في أوقات منفصلة عن القهوة.
الحل البسيط للمشكلة المعقدة
يكمن الحل في التوقيت الصحيح، إذ ينصح الخبراء بتناول المكملات الغذائية قبل أو بعد شرب القهوة بفاصل زمني قدره ساعتين على الأقل، هذا الفاصل الزمني البسيط يضمن امتصاصاً أمثل للعناصر الغذائية دون تدخل من الكافيين أو المركبات الأخرى في القهوة، كما يُوصى بتناول مكملات الميلاتونين المساعدة على النوم في المساء، بينما يجب تجنب شرب القهوة لمدة 6 ساعات على الأقل قبل النوم، أما بالنسبة للمعادن مثل المغنيسيوم والزنك، فيفضل تناولها مع وجبة خفيفة وبعيداً عن أوقات شرب القهوة لضمان الاستفادة القصوى من خصائصها العلاجية.
