«عبقري الموسيقى في دائرة الضوء» زياد الرحباني: رحلة فنية بين الأصالة والتجديد

«عبقري الموسيقى في دائرة الضوء» زياد الرحباني: رحلة فنية بين الأصالة والتجديد

رحل عن عالمنا اليوم السبت الموسيقار والمسرحي اللبناني الكبير زياد الرحباني عن عمر يناهز 69 عامًا بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء أغنت الساحة الفنية العربية بأعمال لا تُنسى، لقد شكل خبر وفاة زياد الرحباني في عام 2025 صدمة كبيرة لمحبي الفن الملتزم، حيث يُعتبر الراحل أحد أبرز المجددين في الموسيقى العربية والمسرح السياسي، وستبقى أعماله خالدة في ذاكرة الفن العربي

زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان ظاهرة فنية فريدة، فهو الموسيقي المجدد، والمسرحي الساخر، والمفكر الجريء، لقد ترك بصمة لا تُمحى في عالم الفن والثقافة العربية، وسيظل إرثه الفني مصدر إلهام للأجيال القادمة

ابن فيروز وعاصي

في الأول من يناير عام 1956 وُلد زياد الرحباني، نجل الأسطورة فيروز والموسيقار الكبير عاصي الرحباني، لقد ترعرع في كنف عائلة فنية عريقة مما أتاح له فرصة التتلمذ على يد عمالقة الفن والموسيقى، تأثر زياد بالمدرسة الرحبانية العريقة، لكنه سرعان ما انطلق في رحلة إبداعية مستقلة ليصنع مجده الخاص، لقد استطاع زياد عبر أعماله أن يحافظ على روح الأصالة مع ابتكار أسلوب فني فريد يجمع بين الطرب الأصيل والحداثة المتجددة والانتقاد السياسي الجريء، فكان فنه مرآة تعكس هموم المجتمع وقضاياه

أعمال موسيقية خالدة

تميزت موسيقى زياد الرحباني بالتجريب والتنوع، حيث قام بدمج عناصر الجاز والأساليب الغربية مع الموسيقى الشرقية بطريقة مبتكرة، تعتبر أعماله من أهم علامات الموسيقى الحديثة في لبنان، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الوطن العربي، ولهذا السبب فإن البحث عن أعمال زياد الرحباني لا يتوقف أبدًا، بل يزداد باستمرار، فموسيقاه قادرة على أن تلامس القلوب وتثير المشاعر

المسرح السياسي الساخر

أحدث زياد الرحباني ثورة في المسرح اللبناني من خلال أعماله الساخرة التي عكست الواقع اللبناني والعربي بصدق وجرأة، تناولت مسرحياته قضايا الحرب والظلم والفساد بأسلوب ذكي ومبتكر، مما جعله رمزًا من رموز المسرح السياسي في لبنان، وما زالت مسرحياته حتى اليوم مرجعًا هامًا في الأدب المسرحي العربي، فهي تقدم رؤية نقدية للواقع وتطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل المجتمع

أقرأ كمان:  «اتهامات متبادلة» مصطفى بكري يشن هجومًا مضادًا على ساويرس: ثورة يوليو "عدالة" الفقراء التي لا تدركها!

مواقف سياسية جريئة

عرف زياد الرحباني بمواقفه السياسية الجريئة والصريحة، حيث اعتنق الفكر الشيوعي وكان من أبرز الأصوات اليسارية في العالم العربي، لم يتردد أبدًا في استخدام فنه كمنصة للتعبير عن قضايا الإنسان العربي وهمومه، وقد شكلت هذه المواقف جزءًا أساسيًا من شخصيته وسيرته الذاتية، فكان فنه وسيلة للدفاع عن الحق والعدالة

وداعًا نجل فيروز

برحيل الفنان زياد الرحباني، تُطوى صفحة مهمة من تاريخ الفن العربي المعاصر، فهو لم يكن مجرد “ابن فيروز” بل كان أيقونة فنية مستقلة، واسمًا محفورًا في الذاكرة الثقافية، اليوم يبحث الآلاف عن سبب وفاة زياد الرحباني، وفي الوقت نفسه تتجدد ذكريات محبيه مع كل نغمة أو مشهد من أعماله الخالدة، ليبقى فنه حيًا في قلوبهم وعقولهم

زياد الرحباني: موسيقار ومسرحي لا يتكرر

زياد الرحباني هو أحد أبرز رموز الفن العربي الحديث، لقد شكل ظاهرة فريدة في الموسيقى العربية والمسرح السياسي الساخر، وُلد في بيروت عام 1956 لعائلة فنية عريقة، فهو نجل الأسطورة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، مما أتاح له منذ الصغر الانخراط في بيئة موسيقية استثنائية ساعدته في صقل موهبته وتطوير مشروعه الفني المتميز الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والسخرية والوعي السياسي