شهدت شركة “ميتا” مؤخرًا استقالة ثمانية موظفين من فرق الذكاء الاصطناعي المتقدمة لديها، وذلك في أعقاب خطة إعادة الهيكلة التي أعلن عنها مارك زوكربيرغ، وفقًا لتقرير نشرته “بيزنس إنسايدر”، هذه الاستقالات تثير تساؤلات حول مستقبل قسم الذكاء الاصطناعي في الشركة، وما إذا كانت “ميتا” قادرة على الحفاظ على مكانتها في هذا المجال التنافسي، مما يستدعي البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة وتأثيرها المحتمل على استراتيجيات الشركة المستقبلية.
مساعي زوكربيرغ لتعزيز الذكاء الاصطناعي
قضى زوكربيرغ وشركته الأشهر القليلة الماضية في محاولة لجذب أفضل الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء العالم، وذلك بهدف بناء فريق متميز ومتخصص في هذا المجال، يهدف هذا الفريق إلى تطوير تقنيات متقدمة وتحقيق إنجازات نوعية تساهم في تعزيز مكانة “ميتا” في عالم الذكاء الاصطناعي، لكن يبدو أن هذه الجهود لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن.
المكافآت الضخمة لم تمنع التسرب
على الرغم من الإنفاق الكبير الذي خصصته “ميتا” لتقديم مكافآت مجزية لخبراء الذكاء الاصطناعي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مغادرة الشركة، حيث يشير التقرير إلى أن بعض الموظفين الجدد انضموا إلى قائمة المغادرين بجانب موظفين قدامى، هذا الأمر يطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الاستقالات، وما إذا كانت المكافآت المالية هي العامل الوحيد الذي يجذب الكفاءات في هذا المجال.
رد “ميتا” على استنزاف الكفاءات
أكدت “ميتا” أن خسارة بعض الموظفين هو أمر طبيعي في شركة بهذا الحجم، مشيرة إلى أن معظم الموظفين الجدد قضوا فترة طويلة مع الشركة، وأضافت الشركة أن هذا التغيير جزء من ديناميكية سوق العمل، ولا يعكس بالضرورة مشكلة داخلية، ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت “ميتا” تتخذ الإجراءات الكافية للاحتفاظ بموظفيها الموهوبين.
استياء الموظفين القدامى
يشير التقرير إلى أن الإنفاق المبالغ فيه من قبل زوكربيرغ على الموظفين الجدد، والذي وصل إلى مئات الملايين من الدولارات لبعضهم، أثار موجة من الاستياء بين الموظفين القدامى في الشركة، هذا التفاوت في المكافآت قد يكون له تأثير سلبي على الروح المعنوية والإنتاجية داخل الشركة، مما يستدعي إعادة النظر في سياسات التعويضات والمكافآت لضمان تحقيق العدالة والرضا بين جميع الموظفين.
وجهات الموظفين المغادرين
تنوعت الوجهات التي قصدها الموظفون الذين تركوا “ميتا”، فبينما اتجه تشي هاو وو، المتخصص في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ليصبح مسؤول الذكاء الاصطناعي الرئيسي في شركة “ميموزريز إيه آي” الناشئة، اختارت شايا ناياك الانضمام إلى شركة “أوبن إيه آي”، هذه التحركات تعكس جاذبية الشركات الناشئة والواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على استقطاب الكفاءات من الشركات الكبرى.
انتقال الكفاءات إلى “أوبن إيه آي” وشركات أخرى
انضم أفروز محيي الدين، وهو مهندس أول كان قد انضم إلى “ميتا” العام الماضي بعد 14 عامًا في “غوغل”، إلى “أوبن إيه آي” ليصبح جزءًا من فريقها التقني، وحسب تقارير منفصلة من موقع “وايرد”، عاد بعض مهندسي “ميتا” للعمل في “أوبن إيه آي” بعد فترة قصيرة، بينما انضم آخرون إلى شركة “بيروديك لابس”، وهي شركة ناشئة أسسها مهندسون سابقون في “أوبن إيه آي” و”غوغل”، هذه التحركات تؤكد على التنافس الشديد بين الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي، وسعيها الدائم لاستقطاب أفضل الكفاءات.