أعلنت شركة هيوماين السعودية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، عن إطلاق تطبيق هيوماين تشات ليكون أول منصة محادثة عربية مبنية على نموذج لغوي ضخم محلي يعرف باسم علام، في خطوة تؤكد توجه المملكة نحو الريادة الرقمية وتعزيز حضورها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
الذكاء الاصطناعي السيادي ورؤية 2030
منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، وضعت المملكة تقنيات الذكاء الاصطناعي في قلب خططها الاستراتيجية للتحول الاقتصادي والمعرفي. ويأتي إطلاق هيوماين تشات كتجسيد عملي لهذه الرؤية، حيث يتيح أداة متطورة تخاطب أكثر من 400 مليون متحدث بالعربية وملياري مسلم حول العالم، وهو جمهور ظل خارج أولويات الشركات التقنية العالمية.
تطبيق عربي بقدرات ثنائية اللغة
يمتاز التطبيق بكونه ثنائي اللغة، إذ يدعم العربية والإنجليزية إضافة إلى 26 لهجة عربية محلية مثل اللهجة المصرية واللبنانية والخليجية، ما يجعله متفرداً في مخاطبة المستخدم العربي بلغته الأم وخصوصيته الثقافية. كما يوفر بيئة رقمية تساعد غير الناطقين بالعربية على تعلمها والتفاعل معها، وهو ما يعزز البعد الثقافي والديني باعتبار العربية لغة القرآن الكريم.
من مشروع علام إلى هيوماين تشات
بدأت قصة التطبيق عندما استحوذت شركة هيوماين على مشروع علام من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ليصبح قاعدة أساسية للتطوير. وشارك في المشروع أكثر من 120 متخصصاً نصفهم من النساء، في إشارة واضحة إلى أن الاستثمار في الكفاءات البشرية الوطنية يمثل ركيزة أساسية لا تقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية.
استثمارات ضخمة في البنية التحتية التقنية
الهيوماين ليست مجرد تطبيق، بل جزء من استراتيجية متكاملة لتعزيز الاقتصاد الرقمي السعودي. فقد عقدت الشركة شراكات مع عملاقي الشرائح الإلكترونية إنفيديا وAMD لتأمين بنية تحتية متطورة لمراكز بيانات عملاقة بطاقة متوقعة تصل إلى 1.9 جيجاواط بحلول عام 2030، ما يعكس توجه المملكة لامتلاك تقنيات الإنتاج لا الاكتفاء بالاستخدام فقط.
دعم سياسي ومالي يعزز التنافسية
يحظى المشروع بدعم مباشر من القيادة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة، وهو ما يمنحه قوة استمرارية في مواجهة المنافسين الكبار مثل ChatGPT من أوبن إيه آي، وجيميني من جوجل، وكلاود من أنثروبيك. ويتميز التطبيق بتركيزه على خدمة المستخدم العربي الذي لم يكن أولوية لتلك النماذج العالمية.
ركيزة أساسية للاقتصاد الرقمي
إطلاق هيوماين تشات يأتي متزامناً مع خطط المملكة لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، مما يعزز موقع السعودية كمركز محوري للاستثمار في الابتكار على المستويين الإقليمي والعالمي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي العربي
يرى خبراء أن هيوماين تشات قد يكون نقطة تحول في علاقة العالم العربي بالتقنيات الحديثة، إذ يضعه في موقع المنتج والمطور لا المستهلك فقط. وبفضل الاستثمار في مراكز البيانات، البنية التحتية، والكفاءات البشرية، تمهد السعودية لبناء منظومة رقمية متكاملة تضعها في قلب الاقتصاد الرقمي العالمي.