على الرغم من أن سوق السيارات المصري يشهد انخفاضًا ملحوظًا في أسعار السيارات الجديدة “الزيرو”، إلا أن سوق المستعمل لا يزال يحافظ على استقراره، بل ويشهد أحيانًا زيادات طفيفة في الأسعار.
لماذا أسعار المستعمل ثابتة رغم تراجع أسعار الزيرو؟
يكشف “محمد سلامة”، صانع المحتوى المتخصص في عالم السيارات، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، عن الأسباب الكامنة وراء هذا التباين الملحوظ في حركة الأسعار بين سوقي السيارات الجديدة والمستعملة، موضحًا العوامل المؤثرة التي تجعل سوق المستعمل عصيًا على الانخفاض.
تأثير الأسعار المرتفعة السابقة على سوق المستعمل
يوضح سلامة أن العملاء قاموا بشراء سياراتهم بأسعار مرتفعة للغاية خلال السنوات الثلاث الماضية، وأن هذه السيارات تشكل الجزء الأكبر من المعروض في سوق المستعمل منذ أواخر عام 2022، فالزيادات الكبيرة التي شهدها السوق في تلك الفترة لا تزال تلقي بظلالها على أسعار السيارات المستعملة حاليًا، حيث يسعى معظم الملاك إلى الحفاظ على القيمة التي دفعوها وقت الشراء، مما يحد من الانخفاضات الكبيرة في الأسعار.
السيارة كاستثمار وليست مجرد وسيلة تنقل
يشير سلامة إلى أن المستهلك المصري ما زال ينظر إلى السيارة كأصل استثماري وليس مجرد وسيلة للنقل، مؤكدًا أن هذه النظرة هي السبب الرئيسي وراء إصرار الكثير من الملاك على أسعار سياراتهم، وعدم التنازل عنها بسهولة حتى مع انخفاض أسعار السيارات الجديدة، حيث يعتمد العرض الحالي في سوق المستعمل بشكل كبير على هذه الفئة من السيارات، مما يجعل أي انخفاض في الأسعار بطيئًا ومحدودًا للغاية.
تقييم أسعار المستعمل الحالية
يؤكد سلامة أن أسعار السيارات المستعملة ما زالت تتجاوز قيمتها الحقيقية بنسبة تتراوح بين 10% و20%، ومع ذلك، يرى أن عمليات البيع والشراء الحالية تتركز بشكل أكبر بين العملاء الذين يسعون إلى تحديث سياراتهم، مستغلين وصول بعض الموديلات إلى نقطة سعرية مناسبة، مما يحافظ على حركة تداول محدودة ولكنها مستمرة داخل السوق.