توثيق تاريخ كرة القدم السعودية رحلة من التأسيس إلى الاعتراف العربي

أكد عبدالإله النجيمي، عضو فريق توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، أن مشروع التوثيق الذي أطلقه الاتحاد السعودي لكرة القدم، يعتبر بمثابة علامة فارقة في حفظ تاريخ كرة القدم بالمملكة، والذي يمتد لأكثر من قرن من الزمان، مما يجعله إرثًا يستحق التوثيق والعناية، ليبقى للأجيال القادمة، فهو يمثل جهداً ضخماً للحفاظ على ذاكرة الرياضة السعودية، وتأكيداً على أهمية تاريخها العريق، وإبراز المراحل التي مرت بها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، من تطور وازدهار، مع هذا المشروع، ستتاح الفرصة للجميع للاطلاع على تفاصيل دقيقة ولحظات مفصلية في مسيرة الكرة السعودية، مما يعزز الانتماء والفخر بهذا التاريخ الرياضي الغني، وتسليط الضوء على الرموز والشخصيات التي ساهمت في بنائه.

الشركاء في المشروع

أشار النجيمي في كلمته بالمؤتمر الصحفي لتوثيق تاريخ كرة القدم السعودية، إلى أن المشروع حظي بدعم ومشاركة عدة جهات رئيسية، منها الجمعية العمومية لاتحاد القدم، ووزارة الرياضة، بالإضافة إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون، ودارة الملك عبدالعزيز، وكذلك رابطة دوري المحترفين، فضلاً عن خبراء من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مما يعكس التعاون المثمر بين مختلف القطاعات لإنجاح هذا المشروع الوطني.

جهود فريق العمل

أوضح النجيمي أن فريق العمل قام بعقد ما يزيد عن 50 اجتماعًا مع مختلف الأندية، وذلك بهدف الإجابة على كافة استفساراتهم قبل وبعد انعقاد كل جمعية عمومية، مؤكدًا على التواصل المستمر والدائم مع جميع الأندية، واستثناء نادٍ واحد فقط الذي تحفظ على المصادقة على وثيقة مصطلحات البطولات، مما يدل على حرص الفريق على الشفافية والتفاعل الإيجابي مع جميع الأطراف المعنية.

نشأة كرة القدم في السعودية

استعرض النجيمي المراحل الأولى لتكوين كرة القدم في المملكة، مشيرًا إلى أن الفترة ما بين عامي 1916 و 1918 شهدت بدايات التعرف على اللعبة، وأن عام 1921 كان البداية الفعلية لممارسة كرة القدم داخل المملكة، موضحاً أن عام 1928 سجل أقدم تاريخ لممارسة اللعبة عبر الأندية السعودية، مع توثيق ممارسة بعض مسؤولي البوارج البريطانية للكرة في موانئ رابغ وينبع، دون وجود تأكيد على مشاركة مواطنين معهم، في حين يعود أقدم ظهور لمصطلح “كرة القدم” في الصحف المحلية إلى ما أسماه بـ “نشوء المعرفة”.

أبرز المحطات التاريخية

كشف النجيمي عن أن يوم 25 يناير 1947 شهد إقامة المباراة الوحيدة التي جرت تحت رعاية الملك عبدالعزيز، بينما كانت أول مسابقة مكتملة في عام 1932، والتي حقق لقبها نادٍ لم يعد له وجود في المشهد الكروي الحالي، ولكن تم توثيقه في السجلات الرسمية، لافتاً إلى أنه في 18 مايو 1955، تم إرسال أول خطاب رسمي من المملكة العربية السعودية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مما يوضح الجهود المبكرة للانضمام إلى الأسرة الكروية الدولية.

توثيق البطولات والمسابقات

أفاد النجيمي بأن المشروع تمكن من رصد وتوثيق ما يزيد عن 3400 بطولة في مختلف الفئات، مشيراً إلى أن 95.2% منها تم تنظيمها تحت إشراف جهات مختصة، مع الحرص على توثيق جميع المسابقات منذ عهد الملك عبدالعزيز، وأوضح أن اختلاف التصنيفات السابقة للبطولات كان من بين أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل، حيث كانت هناك 5 نماذج مختلفة لتصنيف الدوري والكأس، إلا أنه تم الاتفاق في النهاية على أن الدوري يشمل البطولات التي تقام بنظام النقاط، بينما الكأس يقتصر على البطولات التي تقام بنظام خروج المغلوب.

الدوري السعودي والبطولات المعتمدة

أعلن عضو فريق التوثيق أن عدد نسخ الدوري السعودي الرئيس المعتمدة قد بلغ 64 نسخة مكتملة، من بينها 30 نسخة حظيت برعاية ملكية، لافتاً إلى أن الدوري السعودي يعتبر سادس أقدم دوري في المنطقة العربية، وأضاف أنه لا يوجد أي اتحاد يقوم بالمقارنة بين الأندية فيما يتعلق بعدد البطولات، ولذلك لن يتم نشر ترتيب تراكمي، وسيتم الاكتفاء فقط بالسجل الشرفي للبطولات، كونه الأكثر أهمية ودلالة.

مواقف الأندية والاعتراضات

أكد النجيمي على أن جميع الأندية قد وافقت على آلية عمل المشروع، وقامت بإرسال خطابات رسمية تؤكد ذلك، في حين أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم بالمنهجية المتبعة في العمل، وأوضح أن اعتراض نادي الشباب قد ظهر في آخر جمعية عمومية، على الرغم من كونه شريكًا فاعلاً طوال فترة المشروع، مشيرًا إلى أن الاعتراض تركز على آلية وثيقة المصطلحات والتعريفات، وأضاف أنه في حال قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم إلغاء نتائج المشروع، فإنه يجب عليه دعوة جميع أعضاء الجمعية العمومية، مع التأكيد على أن أي عمل بشري لا يخلو من وجود اعتراضات، وهو أمر طبيعي ومتوقع.

آلية عمل المشروع

أكد عبدالإله النجيمي على أن مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية قد أصبح محكومًا بآلية ثابتة، لا يمكن لأي مسؤول جديد في المستقبل أن يقوم بتغييرها، وذلك نظرًا لارتباطها المباشر بالاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وأضاف أن الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، وياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، قد شددا على أهمية المصداقية والشفافية في عملية التوثيق، مؤكدين على أنه حتى في حال وجود أي شيء يتعارض مع تصريحاتهم، يجب عدم التردد في إحصائه وتوثيقه، وأوضح النجيمي أن التقرير النهائي للمشروع لم يتضمن أي تمييز بين “بطولة رسمية” أو “ودية”، مبيناً أن أي بطولة لا تقام إلا بموافقة رسمية، مع الالتزام الكامل بالممارسات الدولية المعمول بها في الفيفا.