كشف تقرير استخباراتي حديث صادر عن شركة “Anthropic” للأمن السيبراني عن تحول مقلق في المشهد الرقمي، فالذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة دفاعية، بل تحول إلى سلاح قوي في أيدي مجرمي الإنترنت، الذين يستخدمونه ليس فقط للمساعدة، بل لتنفيذ هجمات إلكترونية متكاملة بشكل آلي,
يوضح “تقرير استخبارات التهديدات لشهر أغسطس 2025” كيف أسيء استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “Claude” التابع للشركة في حملات هجومية معقدة، مما يمثل تحولًا كبيرًا في طبيعة التهديدات السيبرانية,
### أتمتة الجرائم الإلكترونية: هجمات أسرع من الدفاع
يسلط التقرير الضوء على حالة مهمة تحت مسمى “vibe hacking”، حيث استغل أحد القراصنة نموذج “Claude” لأتمتة عمليات الاستطلاع وجمع بيانات الاعتماد وتنفيذ عمليات ابتزاز ضد 17 مؤسسة في قطاعات حساسة كالرعاية الصحية وخدمات الطوارئ,
بدلًا من تشفير الأنظمة، استخدم المهاجم الذكاء الاصطناعي لتسريب البيانات الحساسة وصياغة رسائل فدية نفسية مصممة خصيصًا لكل ضحية,
### شخصيات اصطناعية: الذكاء الاصطناعي يتسلل إلى القوى العاملة
في سيناريو آخر يثير القلق، كشف التقرير عن استخدام عملاء من كوريا الشمالية لنموذج “Claude” للحصول على وظائف تقنية عن بُعد في شركات غربية، هؤلاء الأفراد لم يتمكنوا من كتابة التعليمات البرمجية أو التواصل بمهنية بدون مساعدة الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك نجحوا في تجاوز المقابلات وإنجاز مهامهم بكفاءة، وقد ساعدهم الذكاء الاصطناعي في:
* إنشاء سير ذاتية ومحافظ أعمال مزيفة,
* التحضير للمقابلات,
* إنجاز مهام البرمجة,
* الحفاظ على التواصل اليومي مع فرق العمل,
يشكل هذا تحديًا جديدًا لفرق الأمن التي يجب عليها الآن الاستثمار في أدوات للكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة مخاطر التهديدات الداخلية,
### فيروسات الفدية “بدون كود”: التهديد أصبح في متناول الجميع
استخدم أحد القراصنة في المملكة المتحدة نموذج “Claude” لإنشاء وبيع مجموعات برامج فدية على منتديات الويب المظلم، ويبدو أنه فعل ذلك دون امتلاك أي خبرة في البرمجة، فقد مكّنه الذكاء الاصطناعي من تطوير برامج ضارة معقدة تعتمد على تشفير ChaCha20 وتقنيات للتخفي من برامج الحماية، هذا يعني أن تطوير برامج الفدية أصبح أسهل، مما ينذر بزيادة الهجمات من قبل جهات فاعلة أقل خبرة,
### منظومات احتيال متكاملة: الذكاء الاصطناعي يدير العملية بالكامل
لم يعد الاحتيال عملية يدوية، يؤكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من سلسلة عمليات الاحتيال، حيث استخدمه المجرمون في:
* تحليل البيانات المسروقة وبناء ملفات تعريف للضحايا,
* أتمتة التحقق من صحة بطاقات الائتمان,
* إنشاء رسائل احتيال ذكية عاطفيًا,
* إنشاء هويات اصطناعية للاحتيال المالي,
يؤكد التقرير أننا دخلنا عصرًا جديدًا من الأمن السيبراني، حيث تتيح الأدوات الذكية للمهاجمين التكيف في الوقت الفعلي واستهداف الضحايا سلوكيًا، مما يمثل تحديًا غير مسبوق للمدافعين في جميع أنحاء العالم,