عاد تطبيق تيك توك ليثير الجدل مجددًا، ومصير هذا التطبيق، الذي يحظى بشعبية واسعة بين حوالي 170 مليون مستخدم أمريكي، لا يزال مجهولًا، فاحتمالية حظر تيك توك في الولايات المتحدة ما زالت قائمة، إلا إذا وافقت شركة بايت دانس على تسليم إدارة عمليات التطبيق في أمريكا لمستثمرين محليين، وقد صرح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأنه في حال رفضت الصين هذه الصفقة المقترحة، سيواجه تيك توك خطر الإغلاق في الولايات المتحدة.
مقترح النسخة الأمريكية
يقوم المقترح الحالي على إنشاء نسخة أمريكية جديدة من تيك توك، بحيث تكون إدارتها وملكية غالبيتها للمستثمرين الأمريكيين، وفي حين قد تحتفظ بايت دانس بحصة صغيرة، يبقى الخلاف الأساسي حول الخوارزمية، وهي البرنامج الذي يتحكم في المحتوى الذي يشاهده المستخدمون، وأكد لوتنيك على أهمية امتلاك الولايات المتحدة للبنية التحتية للشركة، وكذلك السيطرة على الخوارزمية ذاتها.
مطالبات سابقة بالتصفية
ليست هذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها واشنطن بتصفية تيك توك، ففي عام 2024، صدر قانون يلزم بايت دانس ببيع أو إغلاق عمليات تيك توك في الولايات المتحدة بحلول 19 يناير 2025، وقد قام الرئيس ترامب بتأجيل هذا الموعد النهائي ثلاث مرات، كان آخرها تمديده حتى 17 سبتمبر، إلا أن هذه المرونة لم تسهم في تحقيق تقدم في الصفقة.
عقبات في المفاوضات
شهدت المحادثات تقدمًا ملحوظًا في بداية هذا العام، إلا أنها تعثرت بعد أن ألمحت الصين إلى عدم موافقتها على الصفقة، خاصة بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية، وقد أثار هذا الموقف تحديات قانونية وخلافات سياسية واسعة النطاق.
تساؤلات قانونية وسياسية
يجادل بعض المشرعين الديمقراطيين بأن ترامب لا يمتلك السلطة لتمديد الموعد النهائي باستمرار، كما أنهم يتساءلون عما إذا كانت الصفقة المقترحة تستوفي المتطلبات القانونية لقانون 2024، وفي المقابل، وجهت المدعية العامة بام بوندي رسائل إلى شركات مثل Apple وGoogle وغيرها من الشركات التقنية التي تستضيف تيك توك، مؤكدة لهم أن وزارة العدل لن تتخذ إجراءات قانونية إذا استمروا في دعم التطبيق خلال فترة التأخير.
انسحاب المستثمرين المحتملين
شهدت الصفقة انسحاب مشترٍ محتمل آخر، حيث تراجعت شركة بلاكستون عن الانضمام إلى مجموعة من المستثمرين الذين كانوا يهدفون إلى الاستحواذ على عمليات تيك توك الأمريكية، وأرجعت الشركة سبب الانسحاب إلى التأخيرات الناتجة عن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ويرى الكثيرون أنه من غير المرجح التوصل إلى نتيجة بحلول 17 سبتمبر في ظل هذه الظروف.