حين تخطو أقدامنا نحو موقع أثري، أو مكان يحمل بين جدرانه قصة تاريخية عريقة، نتوقع أن تغمرنا مشاعر الإعجاب والتقدير لهذا الإرث الإنساني الذي صمد عبر القرون، لكن المفاجأة الصادمة تكمن في أن العديد من هذه الكنوز التاريخية لا تنهار بفعل مرور الزمن أو تأثير العوامل الطبيعية، بل بسبب تصرفات بشرية غير مسؤولة، ورغم أن الهدف الأساسي من فتح المواقع الأثرية للجمهور هو تعزيز الثقافة وتوفير التمويل اللازم للحفاظ عليها، إلا أن بعض الزوار يتركون وراءهم أضرارًا جسيمة يصعب إصلاحها، بدافع الجهل، الأنانية، أو حتى الرغبة في الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي، يقومون بأفعال طائشة تدمر كنوزًا لا تقدر بثمن، لنتعرف سويًا على أبرز هذه السلوكيات وفقًا لموقع “fodors”
### حشو العملات المعدنية بين الصخور في جسر العمالقة
في أيرلندا الشمالية، يتربع “جسر العمالقة” كأحد عجائب الطبيعة، حيث تتراص أعمدة البازلت بشكل فريد منذ ملايين السنين، لكن زوار هذا الموقع بدأوا بممارسة تقليد غريب، وهو حشر العملات المعدنية في الشقوق بين الصخور، هذه العادة تتسبب في صدأ العملات، مما يزيد من حجمها ويؤدي تدريجيًا إلى تفتت الصخور وانهيارها
### نقش الأسماء على جدران الكولوسيوم
رغبة بعض السياح في تخليد زيارتهم بطريقة ملفتة، تدفعهم إلى نقش أسمائهم على جدران الكولوسيوم الشهير في روما، هذا الفعل لا يعتبر فقط انتهاكًا للموقع، بل يؤدي أيضًا إلى تآكل الأحجار بمرور الوقت، وعلى الرغم من فرض غرامات مالية وعقوبات بالسجن على المخالفين، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال مستمرة، بل ويقوم البعض بتصوير أنفسهم أثناء ارتكاب هذا الفعل ونشره على الإنترنت
### سرقة الأحجار من شوارع بروج
تتميز مدينة بروج البلجيكية بشوارعها المرصوفة بالحصى الجذابة، لكن بعض الزوار لا يقاومون الرغبة في الحصول على “تذكار” فريد، ونتيجة لذلك، يتم سرقة ما بين 50 إلى 70 حجرًا شهريًا، مما يؤثر على المظهر الجمالي للشوارع ويشكل خطرًا على المارة بسبب الفجوات الناتجة
### تفكيك سور الصين العظيم
في الماضي، كان السكان المحليون في الصين يستخدمون حجارة سور الصين في بناء منازلهم، وقد ساهمت هذه الظاهرة في اختفاء أجزاء كبيرة من السور، وعلى الرغم من وجود قوانين صارمة تمنع هذا الفعل، إلا أنه لا تزال هناك محاولات لسرقة الأحجار وبيعها كتذكارات للسياح
### سرقة الخشب المتحجر من غابة أريزونا
في غابة الأشجار المتحجرة بأريزونا، تنتشر جذوع الأشجار التي تحجرت على مر ملايين السنين، وعلى الرغم من حظر أخذ أي قطعة منها، إلا أن بعض الزوار لا يزالون يسرقونها، وقد تبين أن اللافتات التي تحذر من السرقة لا تكون دائمًا فعالة، بل قد تعطي أحيانًا انطباعًا بأن “الجميع يسرق”، مما يشجع على هذا الفعل
### تسلق هرم كوكولكان في المكسيك
يُعتبر هرم كوكولكان واحدًا من أروع المواقع الأثرية في المكسيك، لكن التسلق عليه ممنوع منذ عام 2008 بهدف الحفاظ عليه من التآكل، ومع ذلك، لا يزال بعض الزوار يخاطرون بتسلقه، مما يعرضهم لغرامات مالية باهظة قد تصل إلى 16 ألف دولار، أو حتى السجن في حالة إلحاق أي ضرر بالموقع