«قفزة تاريخية» الذهب يلامس مستويات قياسية جديدة ويتجاوز 3500 دولار للأونصة

يشهد سوق الذهب العالمي تقلبات ملحوظة, حيث تجاوز مؤشر الذهب الفوري مستوى 3500 دولار للأونصة, بعد فترة من الاستقرار النسبي في التعاملات الأخيرة, و يثير هذا الارتفاع تساؤلات حول مستقبل المعدن النفيس وأداءه خلال الفترة القادمة, و فيما يلي تحليل مفصل لأحدث التطورات والتوقعات المتعلقة بأسعار الذهب.

توقعات المؤسسات المالية

تشير توقعات مصرف HSBC إلى نطاق تداول متوقع للذهب بين 3100 و 3600 دولار للأونصة خلال العام الجاري, مع احتمال حدوث تصحيح سعري طفيف إذا ما تجاوزت الأسعار مستوى 3600 دولار, و في المقابل، يحذر Citi من إمكانية انخفاض سعر الذهب إلى ما دون 3000 دولار بحلول نهاية العام أو مطلع عام 2026, وذلك مدفوعًا بتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية وتراجع الإقبال الاستثماري على المعدن الأصفر.

الذهب كخيار استثماري آمن

على الرغم من هذه التوقعات المتباينة, يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي, حيث تتأثر أسعاره بعدة عوامل, مثل ضعف قيمة الدولار الأمريكي, وقرارات السياسة النقدية التي يتخذها الاحتياطي الفيدرالي, والتوترات التجارية العالمية.

تحركات أسعار الذهب الحالية

يتداول الذهب حاليًا في نطاق سعري يتراوح بين 3500 و 4000 دولار للأونصة, مدفوعًا بضعف الدولار والتوترات التجارية المستمرة, و يحظى الذهب بدعم من تحذيرات البنوك الكبرى بشأن الأوضاع الاقتصادية, و مع ذلك، يشير مؤشر نشاط التداول إلى حالة من الحذر والترقب في السوق, وسط توقعات بتصحيح سعري طفيف محتمل في المستقبل القريب.

أداء الذهب منذ بداية عام 2025

شهد الذهب منذ بداية عام 2025 استمرارًا للاتجاه الصعودي الذي بدأ في عام 2024, مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 29% منذ بداية العام, ووصل إلى مستويات قياسية في شهر أبريل, و يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية:

  • استمرار مشتريات البنوك المركزية: خاصة في الأسواق الناشئة, التي سجلت طلبًا صافيًا يقارب 710 أطنان في الربع الأول.
  • تقلبات الأسعار: شهدت الأسعار تقلبات حادة، حيث تراجعت إلى حوالي 3250 دولارًا بحلول 30 يونيو 2025، بعد أن وصلت إلى ذروتها عند 3396 دولارًا في يونيو.
  • توقعات خفض أسعار الفائدة: بدأ الذهب العام عند مستويات قريبة من 3000 دولار، مدعومًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
  • التوترات الجيوسياسية: خلال الربع الأول، سجل الذهب مستوى قياسيًا، مدفوعًا بالتضخم المستمر والتوترات الجيوسياسية، خاصة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
  • تراجع الطلب على الملاذ الآمن: في يونيو، تأثر السوق بتراجع الطلب على الملاذ الآمن بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما قلل من التوترات التجارية ودفع الأسعار للهبوط بحوالي 100 دولار من ذروتها.