في مشهد أعاد أجواء الحرب الباردة، وجه الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون رسائل مباشرة وحادة ضد الغرب، محمّلينه مسؤولية التصعيد في أوكرانيا، ومؤكدين أن العالم بحاجة إلى نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب يتيح للدول الناشئة دورا أكبر في صنع القرار الدولي
الصين وروسيا.. تحالف استراتيجي ضد الهيمنة الغربية
أكد شي جين بينغ في كلمته على ضرورة بناء نظام اقتصادي وسياسي عالمي بعيد عن الهيمنة الغربية، فيما شدد بوتين على أن الغرب هو من دفع أوكرانيا إلى الصدام عبر محاولات ضمها إلى الناتو هذا التلاقي يعكس رؤية مشتركة بين موسكو وبكين تقوم على رفض الانفراد الأميركي بالقيادة، والسعي إلى إعادة تشكيل موازين القوى الدولية
النظام العالمي الجديد.. حلم يواجه عقبات
الباحث في العلاقات الدولية حسان القبي أوضح أن فكرة النظام العالمي المتعدد الأقطاب ليست جديدة، لكنها عادت إلى الواجهة مع الحرب الروسية الأوكرانية. ورغم الزخم الذي تحمله القمة، يرى القبي أن استمرار العقوبات الأميركية واصطفاف أوروبا خلف واشنطن يجعل تحقيق هذا النظام بعيد المدى، مشيرا إلى أن الصدام بين المعسكرين الشرقي والغربي بات أقرب من أي وقت مضى
أوروبا بين التبعية والبحث عن استقلالية القرار
أوروبا وجدت نفسها جزءا من الاصطفاف الغربي، إذ تنازلت ألمانيا عن كثير من مصالحها الاقتصادية لصالح الموقف الموحد مع واشنطن. وفي المقابل، تتحرك فرنسا باتجاه صياغة عقيدة نووية أوروبية جديدة بالتعاون مع بريطانيا، في محاولة لتعزيز الأمن الأوروبي بعيدا عن المظلة الأميركية، وهو ما يعكس حجم القلق من التوتر المتصاعد مع روسيا
الهند.. قوة وازنة بين واشنطن وموسكو
الهند برزت كحالة استثنائية، فهي شريك عسكري للولايات المتحدة لكنها لم تتردد في شراء النفط الروسي متحدية العقوبات. ومع تعداد سكاني هائل واقتصاد سريع النمو، تلعب الهند إلى جانب الصين دورا محوريا في رسم ملامح التوازن الجديد في النظام الدولي، رغم الخلافات السياسية مع بكين
روسيا والامتحان المؤجل
ورغم تدخلها العسكري في أوكرانيا، يرى محللون أن روسيا لم تخض بعد اختبارها الحقيقي في مواجهة الغرب، وأن مستقبل الصراع سيحدد موقعها الفعلي في النظام العالمي الجديد، خاصة مع استمرار العقوبات ومحاولات عزلها اقتصاديا وسياسيا
إشارات مقلقة من أوروبا
تصريحات وزيرة الصحة الفرنسية عن استعداد المستشفيات الأوروبية لاستقبال جرحى حرب محتملة بحلول 2026 أثارت مخاوف من قرب اندلاع مواجهة مفتوحة بين الشرق والغرب، لتكشف أن القارة العجوز تدرك حجم التهديدات التي تلوح في الأفق
عالم على فوهة بركان
قمة شنغهاي للتعاون لم تكن مجرد اجتماع تقليدي، بل محطة فارقة تؤكد تصاعد تحالف شرقي بقيادة الصين وروسيا والهند، في مواجهة الغرب بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا. وبين سيناريو “الانفراج السياسي” أو “الانفجار الكبير”، يبقى العالم أمام مرحلة مفصلية قد تحدد ولادة نظام عالمي جديد أو إعادة إنتاج نسخة أكثر خطورة من الحرب الباردة