دار الإفتاء توضح حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الإسلام

دار الإفتاء المصرية بينت حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وخصوصًا ما يخص الممارسات المتنوعة كالأشعار والرقص والموسيقى والغناء، مع التشديد على أهمية الفصل بين الحكم الشرعي للاحتفال وطرق التعبير عنه وأفعال المحتفلين أنفسهم، وذلك كله حفاظًا على الفهم الصحيح والشامل لهذا الحدث الديني الكريم

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز شرعًا، هذا ما أكدته دار الإفتاء استنادًا إلى نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى ما جرت عليه عادة المسلمين عبر العصور من مظاهر الفرح والاحتفاء بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وأوضحت الدار أن أساليب الاحتفال تختلف من شخص لآخر، وأن كل ما يوافق أحكام الشريعة الإسلامية فهو مقبول، بينما يُمنع كل ما يخالفها، كما نبهت إلى عدم الخلط بين تصرفات بعض المحتفلين التي قد تتضمن مخالفات شرعية وبين أصل الاحتفال نفسه، الذي يبقى مشروعًا ومستحبًا في الدين الإسلامي

المولد النبوي الشريف

التمييز بين حكم الاحتفال وسلوك المحتفلين

أكدت دار الإفتاء على أهمية التفريق بين الحكم الشرعي للاحتفال بالمولد النبوي وبين الطريقة التي يتم بها الاحتفال، وذلك تجنبًا لأي التباس أو فهم خاطئ، وأشارت إلى أن احترام السنة النبوية وقواعد الشريعة الإسلامية هو المعيار الأساسي لتقييم أي ممارسات مرتبطة بهذه المناسبة الدينية، فالمطلوب هو الالتزام بالضوابط الشرعية في كل ما يتعلق بالاحتفال

مأكولات خاصة بهذه المناسبة

في العديد من الدول الإسلامية، تحظى الأطعمة والحلويات الخاصة بالمولد النبوي بشعبية كبيرة وتُعد خصيصًا لهذه المناسبة:

تونس
تحضر عصيدة الزقوقو المصنوعة من حبات الصنوبر المطحون وتزين بالكريمة والمكسرات.

الجزائر
يتم تحضير طبق الطمينة التقليدي من السميد والعسل والزبدة.

العراق
يتم تحضير الزردة، وهي حلوى من الأرز والسكر وماء الورد والهيل وتزين بالقرفة.

مصر
يتم بيع أنواع مختلفة من حلوى المولد مثل عروسة المولد وحصان المولد المصنوعين من السكر، ويتميز الاحتفال بتزيين الشوارع والأسواق التي تكون مليئة بالألوان والزينات.

إندونيسيا
يحتفلون بإعداد أطعمة رئيسية مثل الكاري التقليدي الذي يُعد بكميات كبيرة ويوزع على الناس.

حلوى المولد

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 2025

أوضحت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمر مستحب في الشريعة الإسلامية وله أساس في القرآن والسنة النبوية، حيث اتفقت الأمة الإسلامية على جوازه واستحسانه، وبينت الدار أن من مظاهر الاحتفال التعبير عن الفرح والابتهاج بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال أداء الأذكار، والإنشاد الديني، والصيام، والقيام، وإطعام الطعام للمحتاجين، وأكدت أن هذا الاحتفال لا يخرج عن الحدود الشرعية، بل يعكس محبة صادقة للنبي الكريم، ويمثل فرصة لتعزيز القيم النبوية واتباع أخلاقه الفاضلة

المدائح والذكر والموسيقى الصوفية

في العديد من الدول الإسلامية، تمتلئ المساجد والساحات العامة بمجالس الذكر وحلقات الإنشاد الصوفي، حيث تُتلى المدائح النبوية الشريفة على أنغام الدفوف والأصوات الحسنة، كما يحرص الكثير من المسلمين على الاجتماع حول المنشدين الذين يتغنون بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، في أجواء روحانية يسودها الخشوع والإجلال

جذور تاريخية للاحتفال بالمولد النبوي

وفقًا للمراجع التاريخية، يُعتبر أول احتفال منظم بالمولد النبوي الشريف في عهد الملك أبي سعيد كوكبري، الذي كان حاكمًا لمدينة أربيل في القرن السابع الهجري، حيث قام بتنظيم احتفال كبير ومفصل بهذه المناسبة العظيمة، كما احتفل الفاطميون بالمولد النبوي لفترة من الزمن، قبل أن يصدر الخليفة المستعلي بالله قرارًا بوقف هذه الاحتفالات في عام 488 هـ، وبعد ذلك، عاد المسلمون لإحياء ذكرى المولد النبوي بطرق متنوعة، مثل توزيع الصدقات على الفقراء، وتلاوة الأشعار والقصائد والأناشيد الدينية، وصولًا إلى الاحتفالات الرسمية الكبرى التي كانت تقام في عهد الدولة العثمانية