نشرت شركة “Nothing” التكنولوجية، المعروفة بأساليبها المبتكرة والخارجة عن المألوف، مقطع فيديو شيقًا تطرح فيه فكرة غريبة، مفادها أنه لولا لوحة فنية تعود للقرن التاسع عشر، لما كنا نملك هواتف ذكية اليوم,
قد تبدو الفكرة ضربًا من الخيال، وهي كذلك بالفعل، فالتقنيات اللازمة لصناعة الهواتف الذكية لم تكن موجودة في تلك الحقبة, لكن وراء هذا الطرح المثير، تكمن حكاية آسرة عن العلاقة الوثيقة وغير المتوقعة بين الفن والعلم والتكنولوجيا,
### لوحة “الأحد في لا غراند جات”.. أصل فن التنقيط
الحديث هنا عن لوحة “أحد في لا غراند جات” للفنان الفرنسي جورج بيير سورا,
تجسد اللوحة أشخاصًا يمضون أوقات فراغهم على ضفاف نهر السين، لكن بالتدقيق، نلاحظ أن الأشكال تتكون من نقاط ملونة صغيرة متراصة,
ابتكر سورا هذا الأسلوب، الذي بات يُعرف بـ “التنقيط”، معتمدًا على وضع نقاط بألوان مختلفة بجوار بعضها البعض,
### من النقاط الفنية إلى “البيكسلات” الرقمية
هنا يتجلى الارتباط العلمي المدهش، فعندما نشاهد اللوحة من بعيد، يجمع الدماغ ألوان هذه النقاط المتفرقة لإنتاج “صورة متكاملة” وواضحة,
هذه هي الآلية العلمية ذاتها التي تقوم عليها شاشات هواتفنا الذكية اليوم,
إذ تتألف شاشة الهاتف من ملايين النقاط الصغيرة (البيكسلات) ذات الألوان المتباينة، ويتولى العقل مهمة دمجها لتكوين الصور والمقاطع المصورة التي نشاهدها,
وتشير شركة “Nothing” أيضًا إلى أن الاكتشافات الأخرى في تلك الفترة، مثل عجلة الألوان، أسهمت في ابتكار لوحات بألوان أكثر حيوية، وهي أداة لا تزال تستخدم في تصميم أجهزة الشركة حتى الآن، ما يبرز مدى التداخل بين الفن والعلم والتكنولوجيا,
وكما تختتم الشركة الفيديو: “لذا، في المرة القادمة التي تتأمل فيها هاتفك الذكي، تذكر أن الأمر استغرق قرونًا من الابتكارات والاكتشافات في العلوم والفنون، وأجيالًا من العقول النيرة، لتصل إلى الجهاز الذي تحمله بين يديك الآن”,