في خطوة تهدف إلى حماية الأطفال على الإنترنت، بدأت المملكة المتحدة بتفعيل بنود قانون السلامة الرقمية المتعلقة بالتحقق من أعمار المستخدمين، وهو إجراء أثار جدلاً واسعًا وتساؤلات حول فعاليته، حيث أشارت تقارير إلى تأثيرات غير متوقعة على سلوك المستخدمين وحركة المرور عبر الشبكة العنكبوتية، مما يستدعي التدقيق والتحليل المتأنيين.
تأثيرات ملحوظة على حركة المرور الإلكتروني
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، بدأت تظهر بالفعل انعكاسات ملموسة لقواعد التحقق من العمر على أنماط استخدام الإنترنت، حيث يفرض القانون على المواقع التي تعرض مواد للبالغين اعتماد آليات للتحقق من هوية المستخدمين، مثل تقنيات التعرف على الوجه أو استخدام رخص القيادة، كما يلزم القانون منصات التواصل الاجتماعي بمنع وصول القاصرين إلى المحتوى غير المناسب.
استجابة المنصات الرقمية للقانون الجديد
بدأت بعض المنصات الرقمية الشهيرة، مثل “بلوسكاي” و”ريديت”، بتطبيق إجراءات للتحقق من أعمار مستخدميها بشكل جزئي، مما يعكس استجابة متفاوتة للقانون الجديد، ويثير تساؤلات حول مدى التزام مختلف الجهات بتنفيذ بنوده بشكل كامل وفعال.
نتائج الدراسة حول المواقع الإباحية
في سياق تقييم تأثير القانون، قامت صحيفة “واشنطن بوست” بتحليل بيانات أكثر من 90 موقعًا إباحيًا، بالاعتماد على إحصائيات الزيارات القادمة من المملكة المتحدة عبر موقع Similarweb، وكشفت الدراسة عن وجود 14 موقعًا لا تزال تتجاهل إجراءات التحقق من العمر.
ارتفاع ملحوظ في زيارات المواقع المخالفة
أظهرت النتائج أن المواقع الأربعة عشر التي لم تلتزم بالقانون شهدت زيادة كبيرة في عدد الزيارات، حيث وصل معدل النمو في أحدها إلى الضعف مقارنة بالعام السابق، مما يشير إلى تحول في سلوك المستخدمين نحو المواقع التي لا تفرض قيودًا على الوصول إلى المحتوى.
ردود فعل متباينة من المواقع الملتزمة
في المقابل، لجأت العديد من المواقع الإلكترونية التي امتثلت ظاهريًا للقانون إلى انتقاده، ونشرت روابط لعريضة تطالب بإلغائه، أو قدمت إرشادات للمستخدمين حول كيفية تجاوز القيود المفروضة، مما يعكس حالة من التذمر وعدم الرضا عن القانون وتأثيراته.
تحذيرات من العواقب غير المقصودة
حذر جون سكوت رايلتون، الباحث في مختبر المواطن بجامعة تورنتو، من أن القانون قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث قال للصحيفة إن هذا “مثال واضح على قانون العواقب غير المقصودة”، وأضاف أن القانون “يقمع الزيارات إلى المنصات الملتزمة، ويدفع المستخدمين إلى مواقع لا تتحقق من العمر”