الين يستعد للتعافي بعد التحذير الذي أطلقته وزيرة المالية اليابانية

• الين الياباني يحافظ على مستواه فوق الحضيض الذي بلغ ثمانية أشهر. • التضخم الأساسي في طوكيو يتجاوز توقعات المحللين. • الين على وشك تكبد ثاني خسارة شهرية على التوالي. • ساناي تاكايتشي تصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان. • بنك اليابان يثبت أسعار الفائدة للمرة السادسة على التوالي.

شهد الين الياباني ارتفاعًا في السوق الآسيوية يوم الجمعة، مقابل مجموعة من العملات، في خطوة نحو التعافي من أدنى مستوياته في ثمانية أشهر مقابل الدولار الأمريكي، في إطار محاولة تحقيق أول مكسب في ثلاثة أيام، بدعم من النشاط في عمليات الشراء من مستويات منخفضة، عقب تحذير وزيرة المالية اليابانية، بالإضافة إلى بيانات التضخم المرتفعة في طوكيو.

رغم هذا الارتفاع، فإن العملة اليابانية تسير نحو تسجيل ثاني خسارة شهرية على التوالي، بفعل الضغوط الناتجة عن خطة التحفيز التي تسعى لاستكمالها ساناي تاكايتشي، أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ اليابان، لدعم رابع أكبر اقتصاد في العالم.

تماشيًا مع التوقعات، قرر البنك المركزي الياباني، يوم الخميس، عدم إجراء أي تغييرات على أدوات السياسة النقدية الحالية، مع الإبقاء على أسعار الفائدة في نطاق 0.50%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، وذلك في الاجتماع السادس على التوالي.

نظرة سعرية • سعر صرف الين الياباني اليوم: تراجع الدولار مقابل الين بنسبة 0.3% إلى (153.65 ¥)، بعد سعر افتتاح اليوم الذي كان عند (154.11¥)، وسجل الأعلى عند (154.17 ¥). • أغلق الين تعاملات الخميس منخفضًا بنسبة 0.9% مقابل الدولار، مسجلًا أدنى مستوى في ثمانية أشهر عند 154.45 ين، بسبب اجتماعات البنوك المركزية في اليابان والولايات المتحدة.

وزيرة المالية اليابانية، صرحت وزيرة المالية اليابانية “ساتسوكي كاتاياما” يوم الجمعة بأن الحكومة تولي اهتمامًا كبيرًا بحركة أسعار الصرف الأجنبي، في أوضح تعليق لها حول العملة المحلية منذ توليها المنصب الأسبوع الماضي.

قالت كاتاياما في مؤتمر صحفي دوري: “شهدنا مؤخرًا تحركات سريعة أحادية الجانب، وتراقب الحكومة باهتمام بالغ التقلبات المفرطة والتحركات غير المنظمة في سوق العملات، بما في ذلك تلك التي يقودها المضاربون”.

وعندما سُئلت كاتاياما عن موقف البنك المركزي الياباني من سعر الفائدة، أجابت أن القرار “معقول للغاية في ظل الظروف الراهنة”.

التضخم الأساسي في طوكيو، أظهرت البيانات الصادرة اليوم في اليابان، ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في طوكيو بنسبة 2.8% في أكتوبر، بأعلى وتيرة خلال الأربعة أشهر الأخيرة، متجاوزًا توقعات السوق التي كانت عند 2.6%، وسجّل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 2.5% في سبتمبر.

من الواضح أن تسارع الأسعار يجدد الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية في بنك اليابان، مما يعزز من فرص إجراء زيادات في أسعار الفائدة اليابانية هذا العام.

الفائدة اليابانية • عقب البيانات المذكورة، ارتفعت احتمالات قيام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع ديسمبر من 50% إلى 55%. • ترقب المستثمرون صدور المزيد من البيانات عن مستويات التضخم والبطالة والأجور في اليابان.

التعاملات الشهرية، خلال تعاملات أكتوبر، التي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم، يتضح أن العملة اليابانية “الين” منخفضة بأكثر من 4.0% مقابل الدولار الأمريكي، مما يضعها على حافة تكبد ثاني خسارة شهرية على التوالي.

ساناي تاكايتشي، في حدث تاريخي غير مسبوق، صنع الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم صفحة جديدة في سجله السياسي هذا الشهر، بعد فوز “ساناي تاكايتشي” بمنصب رئيس وزراء اليابان، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع.

جاء فوز تاكايتشي بعد تصويت حاسم في البرلمان، وفقًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK)، حصلت على 237 صوتًا في الجولة الأولى من التصويت، مما ألغى الحاجة لجولة إعادة في مجلس النواب المؤلف من 465 مقعدًا.

جاء فوز ساناي تاكايتشي بعد تحالف الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم مع حزب الابتكار الياباني، حيث أفادت تقارير إعلامية يابانية بأن الطرفين وقّعا اتفاقًا لتشكيل حكومة ائتلافية، ووفقًا لوكالة “رويترز”، وافقت تاكايشي على دعم بعض سياسات حزب الابتكار، بما في ذلك خفض عدد مقاعد البرلمان، وتوفير التعليم الثانوي مجانًا، وتجميد ضريبة استهلاك الأغذية لمدة عامين.

كانت تاكايتشي قد واجهت خطرًا سياسيًا كبيرًا بعد الانفصال المفاجئ عن حزب كوميتو، الشريك التقليدي في الائتلاف الحاكم منذ أكثر من 26 عامًا، في وقت سابق من الشهر الجاري.

تُعرف تاكايشي بدعمها للسياسات التحفيزية التي ميزت ما عُرف بـ “اقتصاد آبي”، مما يعزز التوقعات بإمكانية تبنيها نهجًا توسعيًا يدعم سوق الأسهم اليابانية، ولكنه قد يترك الين تحت ضغط مستمر نظرًا لاستمرار السياسة النقدية الميسرة.

تعهدت تاكايتشي بعد الفوز برئاسة الحزب بتعزيز الاقتصاد الياباني من خلال إنفاق مكثف، وقامت بانتقاد رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة.

حزمة تحفيز جديدة، أشارت مصادر حكومية لوكالة “رويترز” إلى أن رئيسة الوزراء الجديدة “ساناي تاكايتشي” تعد حزمة تحفيز اقتصادي من المحتمل أن تتجاوز 13.9 تريليون ين (92 مليار دولار) ، لدعم الأسر في مواجهة ارتفاع الأسعار والتضخم في البلاد.

أضافت المصادر أن الحجم النهائي للحزمة لا يزال قيد الإعداد، ومن المحتمل الإعلان عنها في وقت مبكر من الشهر المقبل.

البنك المركزي الياباني، تماشيًا مع التوقعات، قرر البنك المركزي الياباني يوم الخميس عدم إجراء أي تغييرات على أدوات السياسة النقدية الحالية، مع الإبقاء على أسعار الفائدة عند نطاق 0.50%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، في الاجتماع السادس على التوالي.

جاء القرار بموافقة سبعة من أصل تسعة أعضاء يشكلون مجلس إدارة بنك اليابان، في حين صوت عضوان لصالح رفع الفائدة، مصممين على رفع الفائدة إلى 0.75% كما اقترحا في الاجتماع السابق. يظهر هذا الانقسام زيادة الضغط داخل البنك نحو تطبيع السياسة النقدية.

قال البنك المركزي الياباني إن استعداده لمواصلة رفع تكلفة الاقتراض تدريجيًا مرتبط بتحسن المؤشرات الاقتصادية والمالية بما يتماشى مع توقعاته.

في تقريره الربع سنوي، رفع بنك اليابان توقعاته للنمو لهذا العام، كما قام بتعديل توقع التضخم للعام المالي 2026 إلى الأعلى، مع توقعه أن يتجاوز التضخم “الأساسي” مستوى 2% في النصف الثاني من إطار التوقعات حتى مارس 2027.

وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، لم يقدم محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” تفاصيل كثيرة حول موعد رفع أسعار الفائدة مجددًا، مما زاد الضغط على الين.

نظرة فنية، تراجع سعر الدولار مقابل الين بعد الوصول لمستهدفنا السعري، وتوقعات اليوم – 31-10-2025.