
أعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية ومطار دنفر الدولي عن مواجهة طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس 8 “مشكلة صيانة” في أحد الإطارات قبل الإقلاع، مما استدعى تدخل فرق الطوارئ في المطار وإدارة إطفاء دنفر، وأسفر عن إجلاء الركاب من على المدرج، في إجراء احترازي لضمان سلامتهم.
سلسلة حوادث في مطار دنفر
يُعد هذا الإخلاء الأخير حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث الجوية التي شهدها مطار دنفر الدولي، المصنف كسادس أكثر مطارات العالم ازدحامًا، ففي شهر مارس الماضي، عاش ركاب شركة طيران مماثلة لحظات عصيبة عندما اضطروا للوقوف على جناح الطائرة أثناء إخلائها بعد اندلاع حريق في أحد المحركات، وبعد شهر واحد فقط، شهد المطار حادثًا آخر عندما اصطدمت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية المتحدة بحيوان أثناء الإقلاع، مما أدى إلى نشوب حريق، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه سلامة الطيران في المطارات المزدحمة.
تفاصيل الحادث وشهادات الركاب
أفاد شهود عيان بأن الركاب على متن الطائرة المتجهة إلى مطار ميامي الدولي، والبالغ عددهم 173 راكبًا بالإضافة إلى 6 من أفراد الطاقم، أصيبوا بالهلع الشديد إثر سماعهم دويًا هائلاً ورؤيتهم ألسنة اللهب تتصاعد قبل إجلائهم عبر مزلق الطوارئ المثبت بالطائرة.
بيان الخطوط الجوية الأمريكية
أوضحت الخطوط الجوية الأمريكية أن انفجار الإطار وتباطؤ الطائرة أثناء الكبح تسببا في اندلاع حريق في المكابح، والذي تم إخماده بسرعة وفعالية من قبل إدارة الإطفاء في دنفر.
وأضافت الشركة في بيان رسمي: “تم إخراج جميع الركاب وأفراد الطاقم من الطائرة بسلام، وتم سحب الطائرة من الخدمة لإجراء فحص شامل من قبل فريق الصيانة المتخصص، نتوجه بالشكر الجزيل لأعضاء فريقنا على مهنيتهم العالية ونعتذر لعملائنا الكرام عن هذا الإزعاج”.
الإصابات والتقييمات الطبية
أكد كل من المطار وشركة الطيران أنه تم فحص وتقييم الحالة الصحية لخمسة أشخاص في موقع الحادث، بالإضافة إلى شخص آخر عند البوابة، وقد تم نقل شخص واحد إلى المستشفى لتلقي العلاج جراء إصابة طفيفة.
شهادات الركاب
وصفت شاي أرمستيد، وهي راكبة تبلغ من العمر 17 عامًا كانت متجهة إلى سانتياغو في تشيلي، تجربتها في ذلك اليوم بأنها “صادمة إلى حد ما”.
وأشارت أرمستيد إلى أنه أثناء سير الطائرة على المدرج، سمع الركاب صوتًا مدويًا دفعهم للاعتقاد بأن أحد الإطارات قد انفجر.
وقالت في تصريح لشبكة CNN: “بدأت الطائرة تهتز بعنف، ثم بدأنا في الميل نحو الجانب الأيسر من المدرج، وفي تلك اللحظة سمعنا صوت الرياح وهي ترفع فرامل الطائرة وتضربها بقوة”.
وأوضحت أن زميلتها في الفريق، مارغريت غوستافسون البالغة من العمر 16 عامًا، والتي كانت تجلس على بعد بضعة مقاعد فقط، كانت لديها رؤية واضحة من النافذة وشاهدت تفاصيل مشكلة الصيانة.
وقالت غوستافسون إنها أدركت وجود خطأ ما عندما رأت ألسنة اللهب تتصاعد من أسفل الطائرة، مضيفة: “عندها فقط شعرت بالذعر الشديد”.
وفي لحظة من الخوف، تروي أرمستيد: “كان أحد الركاب يصرخ بصوت عال: سنموت جميعًا”.
وأوضحت أرمستيد أن الركاب اصطفوا في الجزء الخلفي من الطائرة، ثم انزلقوا على المنزلق المتصل بها، مشيرة إلى أن عملية الإخلاء بأكملها استغرقت ما بين 10 إلى 15 دقيقة.