التعاون المصري الياباني في تطوير مناهج الرياضيات يمثل نقلة نوعية حقيقية، حيث نشهد لأول مرة دمجًا فريدًا بين الخبرة التعليمية اليابانية والاحتياجات الخاصة للبيئة التعليمية المصرية، مما يبشر بحلول عملية مبتكرة لطلابنا.
### أهمية مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب
اليابان دولة رائدة في بناء المهارات الأساسية منذ الصغر، مع التركيز على التفكير النقدي والابتكار، وهي الجوانب التي يسعى التعليم المصري لتطويرها منذ زمن بعيد، لذا نأمل في تدريب المعلمين بكفاءة لتحقيق الاستفادة الكاملة من المناهج المطورة.
إن توفير كتاب رياضيات متخصص للصف الأول الابتدائي بعد غياب دام 8 سنوات يعتبر إنجازًا كبيرًا، ويكتسب أهمية مضاعفة من خلال التدريب الفعال والمتابعة الدقيقة للأداء، وإذا نجحت هذه التجربة، فإنها ستفتح الباب أمام شراكات مستقبلية مع دول متقدمة، مما قد يحدث نقلة نوعية في مناهج العلوم والرياضيات، وحتى في طرق التدريس ذاتها.
تطوير أداء المعلم وشرحه يعتبر أمرًا بالغ الأهمية ويتطلب اهتمامًا خاصًا، هذه الخطوة ليست مجرد إصدار كتاب جديد، بل هي رسالة قوية بأن التعليم المصري يسعى للخروج عن الأساليب التقليدية وتبني التجديد القائم على خبرات الدول الناجحة، وإذا تم تطبيق التجربة اليابانية بشكل صحيح وتوسيعها لتشمل مواد أخرى، يمكننا القول بأننا بدأنا حقًا مسيرة الإصلاح التي طالما تمنيناها، فالتطوير الذي دعونا إليه طويلًا يستحق كل الدعم، ولكن الأداء والتدريب والرقابة هم أساس النجاح.
### المعلم هو حجر الزاوية في التطوير الحقيقي
لقد لفت انتباهي تأكيد الوزير على أن المعلم هو الركيزة الأساسية لأي تطوير، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها، فالمعلم يمثل أحد أهم أركان التعليم، وبدونه يختلف كل شيء، فلا يوجد منهج، مهما كان عالميًا أو متوافقًا مع المعايير الدولية، يمكن أن ينجح إذا لم يكن المعلم مؤهلاً لشرحه وتوصيل أفكاره للطلاب.
إن التدريب الذي توفره الوزارة حاليًا خطوة ضرورية، ولكن الأهم هو أن يكون هذا التدريب مستمرًا ومواكباً للتطورات المتسارعة في مجال التعليم، كما أن الرقابة المستمرة على أداء المعلمين وتقييم أساليب شرحهم تضمن أن التطوير لن يقتصر على مجرد كلمات على الورق.
إن التغيير وتعدد أنماط وطرق التعلم بما يتناسب مع الفروق الفردية بين الطلاب، بالإضافة إلى سلاسة المناهج ومراجعتها، هو الضمان الحقيقي لنجاح التطوير، وهو ما كنا نطالب به منذ سنوات، فالمعلم هو حلقة الوصل بين أي تطوير والطلاب، وهو محور العملية التعليمية، لذا أرى أن الاستثمار في المعلم يفوق أهمية الاستثمار في المناهج نفسها، لأنه هو من يطبقها على أرض الواقع، فإذا كان المعلم مقتنعًا بالمنهج ومتمكنًا منه، سيستفيد الطالب بشكل طبيعي، أما إذا كان غير مدرب أو غير متابع، فسيظل المنهج مجرد كتاب على الرف، فالمعلم هو ناقل العلم إلى الطالب، وهو القادر على تبسيطه أو تعقيده، لذا أعتبر إشادة الوزير بالمعلم في هذا التوقيت بالغة الأهمية، لأنها تشير إلى أن الوزارة بدأت تدرك أن الإصلاح التعليمي يبدأ بدعم المعلم.
### إشادة المعلمين بالمنهج الجديد لفتة نبيلة
إن شهادة المعلمين أنفسهم بالمنهج الجديد هي النقطة التي أسعدتني حقًا، فهم الأقدر على تقييم مدى ملاءمة أي مادة علمية للطلاب، فالمعلم هو من يقف في الفصل ويعرف قدرات كل طفل وحدود استيعابه، وبالتالي فإن شهادتهم ليست مجرد مجاملة، بل هي تقييم واقعي مبني على خبرة مباشرة، وما قالوه من أن المنهج متدرج ويواكب مستوى التلميذ المصري هو أمر رائع، لأنه يعني أن الطفل لن يشعر بأن الرياضيات مادة صعبة أو معقدة منذ البداية.
كما أكد المعلمون أن هذه المناهج ستساهم في تعزيز كفاءة الأطفال، مما يعني أننا أمام نقلة نوعية ستبني الأساس الذي سيكمل عليه الطالب باقي المراحل التعليمية، وأرى أن إشادة المعلمين هنا بمثابة شهادة ضمان على المنهج، لأنهم لن يدلوا بتصريحات إيجابية إلا إذا رأوا أنه عملي وواقعي، وإضافة إلى ذلك، فإن سعادة المعلمين بالبرامج التدريبية التي تلقوها تعني أن الوزارة تمكنت من الوصول معهم إلى نقطة اتفاق على أنهم شركاء أساسيون في التغيير، لذا، فإن شهادة المعلم هنا ليست مجرد رأي، بل هي مؤشر حقيقي على نجاح التجربة في بدايتها، مما يعطي أملاً في أن المناهج ستكون مناسبة وفعالة أكثر من أي وقت مضى.