أسهم ألفابت تقفز قفزة تاريخية بعد قرار المحكمة بشأن جوجل

ارتفعت أسهم شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، بنسبة تجاوزت 9% في ختام تعاملات الأربعاء، وذلك بعد صدور حكم قضائي أمريكي هام لصالحها، حيث رفضت المحكمة تفكيك الشركة، مما أزال تهديدًا تنظيميًا كبيرًا كان يلوح في الأفق، وأضاف حوالي 210 مليارات دولار إلى قيمتها السوقية، في خطوة تعكس ثقة المستثمرين في مستقبل الشركة وقدرتها على النمو والابتكار، مما يعزز مكانتها الرائدة في عالم التكنولوجيا.

أتاح الحكم الصادر عن القاضي الأمريكي أميت ميهتا، يوم الثلاثاء، لجوجل الإبقاء على سيطرتها الكاملة على متصفح "كروم" ونظام تشغيل الهواتف الذكية "أندرويد"، وهما من أهم منتجاتها، مع ذلك، فرض الحكم حظرًا على بعض العقود الحصرية التي كانت مبرمة مع شركات تصنيع الأجهزة ومطوري المتصفحات، وهو ما يهدف إلى تعزيز المنافسة في السوق، وفتح المجال أمام الشركات الأخرى للابتكار والتطور، مما يصب في مصلحة المستخدمين في نهاية المطاف.

كما سمح القرار لجوجل بمواصلة دفع مبالغ مالية لشركائها، مثل شركة آبل، مقابل إبراز محرك البحث الخاص بها في أجهزتهم، وهو ما يعكس أهمية هذه الشراكات في استراتيجية جوجل التسويقية، وشهدت أسهم آبل بدورها ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 3.8%، مما يؤكد الترابط الوثيق بين الشركتين، وتأثير القرارات القضائية على أدائهما في سوق الأوراق المالية.

رؤية المحللين حول القرار

قال مات بريتزمان، كبير محللي الأسهم في هارغريفز لانسداون: "إن هذا القرار يزيل عبئًا قانونيًا كبيرًا كان يثقل كاهل الشركة، ويعكس توجه المحكمة نحو تبني حلول عملية أكثر من اللجوء إلى إجراءات جذرية قد تعيق الابتكار"، ويشير هذا التصريح إلى أن الحكم يمثل نقطة تحول إيجابية لجوجل، حيث يمنحها المزيد من الحرية والمرونة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، ويعزز قدرتها على المنافسة في السوق العالمية.

خلال التداولات، قفزت أسهم ألفابت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 231.31 دولارًا، وارتفعت منذ بداية العام بنحو 22%، متفوقة بذلك على مؤشر S&P 500، على الرغم من أنها لا تزال أقل من منافستها في قطاع التكنولوجيا، شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك، ويعكس هذا الأداء القوي ثقة المستثمرين في قدرة ألفابت على تحقيق النمو المستدام، وتجاوز التحديات التي تواجهها في السوق.

ويرى العديد من المحللين أن هذا الحكم القضائي يعزز من قدرة ألفابت على توسيع نطاق شراكتها مع آبل، وربما دمج تقنيتها المتطورة للذكاء الاصطناعي Gemini في أجهزة آيفون مستقبلًا، وهو ما قد يغير قواعد اللعبة في سوق الهواتف الذكية، ويمنح المستخدمين تجربة فريدة ومبتكرة.

تجدر الإشارة إلى أن تقارير صدرت الشهر الماضي، قد كشفت عن وجود محادثات مبكرة بين الشركتين، تهدف إلى استخدام Gemini لتطوير مساعد "سيري" الصوتي، وهو ما يعكس التوجه نحو التعاون بين الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا، بهدف تقديم أفضل الخدمات والمنتجات للمستخدمين.

خلفية القضية وتفاصيلها

رفعت الحكومة الأمريكية دعوى قضائية ضد جوجل في عام 2020، متهمة إياها بالاحتفاظ بشكل غير قانوني باحتكار البحث عبر صفقات حصرية مع شركات الأجهزة والمتصفحات، وهو ما اعتبرته الحكومة انتهاكًا لقوانين المنافسة، وتقويضًا لحرية الابتكار في السوق.

على الرغم من أن القاضي ميهتا أكد في العام الماضي أن جوجل قد انتهكت بالفعل قوانين مكافحة الاحتكار، إلا أنه رفض فكرة تفكيك الشركة في حكمه الأخير، مشيرًا إلى بروز أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل ChatGPT، كمنافسة جديدة في السوق، وهو ما قد يحد من هيمنة جوجل في المستقبل.

ومع ذلك، ألزم القرار جوجل بمشاركة أجزاء من بيانات البحث والتفاعل مع المنافسين، وهو ما قد يساعد شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى على تطوير روبوتات محادثة وأدوات بحث منافسة، ولكن في الوقت نفسه، أكد المحللون أن هيمنة جوجل وحجم بياناتها الضخم ما زالا يمثلان قوة كبيرة يصعب مجاراتها.

قال نيك روديللي، المحلل القانوني في CFRA: "إن إلزام جوجل بمشاركة البيانات يظل محدودًا، وقد يمنح دفعة طفيفة فقط للمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي"، وهو ما يشير إلى أن تأثير القرار على المدى الطويل قد لا يكون كبيرًا، وأن جوجل ستظل تحتفظ بمكانتها الرائدة في السوق، بفضل حجمها وقدراتها التكنولوجية الهائلة.