في خضم عالم يعج بالضغوط، والقلق المتزايد، والتوتر المستمر، قد يتبادر إلى الأذهان أن الضحك ضرب من الرفاهية التي قلّما نجدها، إلا أن الدراسات النفسية الحديثة تؤكد لنا أن هذه الاستجابة الطبيعية تحمل في طياتها فوائد جمة، لا تقتصر على مجرد لحظات مرح عابرة، بل تتعداها لتشكل علاجًا نفسيًا وجسديًا ذا أثر بالغ وممتد، بل وقد يكون الضحك سبيلًا لإطالة العمر وتحسين جودته، وفي السطور القادمة، يستعرض “اليوم السابع” أبرز الفوائد الصحية للضحك، وذلك وفقًا لما أوضحه الدكتور محمد مصطفى، الأخصائي النفسي، لنستكشف سويًا هذه الفوائد العظيمة
### ضحكة واحدة بتأثير المسكنات
عندما ننخرط في الضحك، يقوم الدماغ بإفراز مجموعة من المواد الكيميائية الهامة، مثل الإندورفين والسيروتونين، هذه المواد تعمل بفاعلية على تحسين المزاج العام وتقليل الإحساس بالألم، مما يسهم في تعزيز الراحة النفسية والجسدية, علاوة على ذلك، فإن دقيقة واحدة فقط من الضحك الصادق قد تعادل في تأثيرها ما يقرب من 10 دقائق من الاسترخاء العميق، سواء كان ذلك في تخفيف حدة التوتر أو في تحسين الدورة الدموية وتنشيطها
### صحة القلب في ابتهاج دائم
المداومة على الضحك بشكل منتظم تساهم بشكل كبير في تحسين وظائف القلب وتقليل مستويات ضغط الدم، إذ يعمل الضحك على توسيع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم بسلاسة، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة، وهو أمر ذو أهمية خاصة للأفراد الذين يعيشون أنماط حياة مليئة بالإجهاد والضغوط
### الضحك كبلسم للعواطف وتقوية للعلاقات
في سياق العلاقات الإنسانية، يضطلع الضحك بدور محوري في تذليل العقبات، وتعزيز الثقة المتبادلة، وتوطيد الروابط بين الأفراد، فالأشخاص الذين يشاركون بعضهم البعض لحظات الضحك بانتظام، يتمتعون بعلاقات أكثر متانة واستقرارًا، وقدرة أكبر على تجاوز الخلافات والتحديات التي قد تواجههم, إنه بمثابة لغة عالمية تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، وتقرب القلوب من بعضها البعض، حتى دون الحاجة إلى التعبير بالكلام
### جهاز مناعي أكثر قوة بفضل الضحكة الصادقة
تشير الدراسات الحديثة في مجال علم المناعة النفسي إلى أن الضحك يعزز بشكل ملحوظ إنتاج الخلايا الطبيعية القاتلة للفيروسات، ويرفع من كفاءة الجهاز المناعي في الجسم، هذا يجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والعدوى المختلفة، ويحميه من التهديدات الصحية
### الضحك يطيل العمر ويزيد جودته
على الرغم من أن الضحك بمفرده لا يمكن أن يمنع الشيخوخة، إلا أن تأثيره التراكمي في تخفيف حدة التوتر، وتحسين الحالة الصحية العامة، ودعم وتعزيز العلاقات الاجتماعية، قد يسهم بشكل كبير في زيادة متوسط العمر المتوقع وتحسين نوعية الحياة, فالأشخاص الذين يتمتعون بروح الدعابة والمرح غالبًا ما يواجهون تحديات الحياة بتفاؤل وإيجابية، ويتعاملون مع الأزمات بمرونة وقدرة على التكيف أعلى