«توقعات جريئة» الذهب يغازل القمم.. هل يلامس سعر الأوقية 4000 دولار؟

شهد الذهب ارتفاعات قياسية في الأسواق العالمية، مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، التوترات التجارية، وضعف الدولار، وهي عوامل زادت من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن للمستثمرين. ويعكس هذا الصعود إقبال المستثمرين المتزايد على الذهب كأداة للتحوط ضد تقلبات الأسواق في بيئة عالمية غير مستقرة سياسياً واقتصادياً.

آراء الخبراء حول صعود الذهب

يشير المحلل المستقل روس نورمان إلى أن قضايا التعريفات الجمركية والعقبات القانونية في الولايات المتحدة تؤثر على الأسواق بشكل مباشر، مؤكداً أن الذهب يظل الملاذ الآمن للمستثمرين. ويتزامن ذلك مع ترقب الأسواق لقرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع هذا الشهر، ما يزيد من جاذبية المعدن الأصفر كاستثمار آمن.

ويتابع الرئيس التنفيذي لمركز كوروم، طارق الرفاعي، أن الذهب يسجل مستويات قياسية جديدة منذ عام 2022، ويتوقع استمرار هذا الاتجاه في 2025، مع احتمال وصول السعر إلى 4 آلاف دولار للأونصة بحلول نهاية العام، وسط توقع حدوث تصحيحات سعرية محتملة خلال الأشهر القادمة.

تأثير خفض الفائدة على الذهب

تؤكد خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، أن أسعار الذهب تتأثر بشكل مباشر بتحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خاصة مع التوقعات الحالية بخفض الفائدة. وتشير إلى أن انخفاض تكلفة التمويل الأمريكي يزيد من جاذبية الذهب ويحفز المستثمرين على التحوط بالذهب بدلًا من السندات الأمريكية.

وقد سجلت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر مستوى 3,595.5 دولارًا، مسجلة مكاسب لليوم السابع على التوالي. ويُعزز انخفاض الدولار جاذبية الذهب للمشترين الدوليين ويزيد الطلب عليه عالميًا.

التحديات التي تواجه الذهب

وفقًا لرئيس استراتيجية السلع الأساسية في ماكواري، ماركوس غارف، التحدي الأكبر يكمن في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي والعجز المالي الأمريكي، وهما المحركان الرئيسيان لأسعار الذهب حاليًا. كما يشير ديفيد ويلسون، مدير استراتيجية السلع في بنك بي إن بي باريبا، إلى أن الظروف الاقتصادية العالمية توفر بيئة مثالية لصعود أسعار الذهب.

ويضيف كريشان غوبول من مجلس الذهب العالمي أن ارتفاع الأسعار مدفوع بحالة عدم اليقين المتزايدة، حيث تواجه الملاذات التقليدية مثل الدولار وسندات الخزانة الأمريكية علامات استفهام، ما يجعل الذهب البديل الطبيعي.

طلب الذهب العالمي والبنوك المركزية

تضاعفت أسعار الذهب منذ بداية 2023 مع زيادة حيازات البنوك المركزية والبحث عن تحوط ضد التضخم. وتتصدر الهند والصين وتركيا وبولندا قائمة كبار المشترين، مما يعكس تنوع مصادر الطلب على المعدن النفيس. كما يشير تقرير غولدمان ساكس إلى إمكانية وصول الذهب إلى 5 آلاف دولار للأونصة في حال تضررت مصداقية الاحتياطي الفيدرالي، مع توقعات صعودية قوية في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية.

خلاصة

يستمر الذهب في تعزيز مكانته كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم، مع دعم الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد. ويُتوقع أن تتراوح أسعار الذهب بين 3,700 و4,000 دولار للأونصة خلال الفترة القادمة، مع احتمالية حدوث تصحيحات سعرية قصيرة المدى، ما يجعله خيارًا استثماريًا مفضلًا في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية.