«تراجع حاد في أسعار العملات المشفرة عقب تصفية عالمية لصفقات ضخمة»

شهدت سوق العملات المشفرة، وفقًا لموقع crypto.news، تراجعًا حادًا يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، بعد موجة تصفيات مفاجئة استهدفت مراكز الشراء طويلة الأجل، مما نتج عنه خسارة نحو 900 مليون دولار من قيمة السوق خلال ساعات، وانخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بنسبة 1.5%، لتصل إلى 3.7 تريليون دولار، في تعبير واضح عن حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية.

أداء العملات الرئيسية

بحسب الموقع، تراجعت عملة بيتكوين BTC بنسبة 0.5% إلى 109,727 دولارًا، بينما انخفضت عملة إيثريوم ETH بنسبة 0.8% إلى 3,852 دولارًا، كما فقدت عملتي XRP وSolana ما بين 0.3% و1.4% من قيمتهما، مسجلتين 2.48 و185 دولارًا على التوالي، في حين انخفض مؤشر الخوف والجشع إلى مستوى 29، مما يعكس هيمنة مشاعر القلق والحذر على سلوك المستثمرين.

موجة التصفيات الكبرى تطيح بالصفقات الممولة

أظهرت بيانات منصة CoinGlass أن حجم التصفية خلال الـ24 ساعة الأخيرة بلغ 890 مليون دولار، معظمها من صفقات شراء طويلة (Long Positions) التي تأثرت بالهبوط المفاجئ، حيث تصدرت بيتكوين BTC قائمة الخسائر بتصفية صفقات بلغت 310 ملايين دولار، تلتها عملة إيثريوم ETH بـ195 مليون دولار، ثم عملة سولانا SOL بـ69 مليون دولار، وعملة XRP بـ42 مليون دولار.

كما سجل إجمالي العقود المفتوحة انخفاضًا بنسبة 1.31% ليصل إلى 159 مليار دولار، بينما حافظ مؤشر القوة النسبية على مستوى 40 نقطة، مما يدل على حالة تذبذب معتدلة بدون ميل واضح للهبوط أو الصعود، ويشير محللو المنصة إلى أن هذه الموجة تمثل “تصفية هيكلية” للسوق، حيث تستهدف المراكز ذات الرافعة المالية العالية، في محاولة لإعادة ضبط السيولة والتوازن بين المشترين والبائعين.

سياسة الفيدرالي الأمريكي تشعل اضطراب السوق

كما أوضح الموقع أن خسائر سوق العملات المشفرة تزامنت مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 29 أكتوبر، في خطوة كانت متوقعة، لكنها أحدثت رد فعل عكسي في الأسواق، ورغم أن خفض الفائدة عادةً ما يدعم الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة، إلا أن تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول حملت إشارات حذرة، حيث اعتبر أن هذا الخفض قد يكون الأخير في عام 2025، مما أثار قلق المستثمرين، في المقابل، ساهمت الزيادة في إصدارات سندات الخزانة الأمريكية في امتصاص السيولة من الأسواق، ما أدى إلى تقليص شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ويشير المحللون إلى أن هذه التطورات تسببت في انتقال مؤقت للسيولة من الأصول الرقمية نحو الأدوات المالية الآمنة، خصوصًا في ظل حالة الغموض حول توجهات السياسة النقدية المقبلة.

التحديات الجيوسياسية تضيف ضغوطًا جديدة على سوق العملات المشفرة

وأشار الموقع إلى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين عمقت الضغوط على الأصول المشفرة، خصوصًا بعد تجدد التهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة، رغم بدء المفاوضات لتخفيف التوتر، وقد أدى ذلك إلى تراجع ثقة المستثمرين الدوليين وزيادة حالة الترقب، مع توقعات بأن تعود بيتكوين BTC لاختبار مستوى 104,000 دولار في حال استمرار الضغوط، بينما تظهر بيانات On-Chain استمرار عمليات التراكم من قبل المحافظ طويلة الأجل، ما يعكس إيماناً متزايدًا بمرونة السوق على المدى الطويل، ويرى العديد من الخبراء أن التصحيحات الحالية تشبه أنماط أكتوبر السابقة التي غالبًا ما تسبق موجات صعود قوية في نهاية العام، خاصة مع احتمال تحسن السيولة عقب اتضاح مسار الفيدرالي الأمريكي والمفاوضات التجارية المقبلة.

مستقبل سوق العملات المشفرة

ومن جهة أخرى، نوه الموقع إلى أن العديد من المراقبين يعتبرون المرحلة الحالية تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة سوق العملات المشفرة على التكيف مع المتغيرات النقدية العالمية، حيث يشكل تراجع الرافعة المالية عاملاً إيجابيًا على المدى الطويل لتقليل التقلبات، بالرغم من أن السوق لا يزال هشًا أمام قرارات البنوك المركزية الكبرى والتوترات الجيوسياسية، ويرى بعض الخبراء أن عملتي بيتكوين BTC وإيثريوم ETH ستظلان المؤشرين الأبرز لقياس الثقة في القطاع، خاصة مع عودة المؤسسات الكبيرة إلى التراكم عند مستويات الدعم الرئيسية، وإذا ما استقرت السيولة العالمية خلال الأسابيع المقبلة، فقد تشهد الأسواق ارتدادًا تدريجيًا يقوده تحسن شهية المخاطرة، بينما تبقى التصفية الأخيرة تذكيرًا صارمًا بخطورة الإفراط في الرافعة المالية في أسواق شديدة الحساسية مثل الكريبتو.