شهدت أسعار الذهب في السوق السعودي قفزة ملحوظة في الفترة الأخيرة، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 مستوى 428 ريالًا للبيع، بينما استقر سعر عيار 21 عند 374 ريالًا تقريبًا، ووصل سعر عيار 18 إلى 321 ريالًا، ويعكس هذا الصعود المستمر حالة التذبذب التي تسيطر على أسواق المعادن الثمينة عالميًا، خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي تلقي بظلالها على أسعار الذهب.
وسط هذه الأجواء، تتصاعد تكهنات المحللين بشأن مستقبل أسعار الذهب، وتشير بعض التوقعات إلى إمكانية وصول سعر الأونصة إلى مستويات غير مسبوقة، وذلك بدعم من عوامل عدة تتعلق بالسياسات النقدية العالمية وثقة المستثمرين في المؤسسات المالية، ومن بين هذه العوامل المؤثرة، يبرز سيناريو تآكل استقلالية الفيدرالي وتأثيره المحتمل على أسعار الذهب.
تأثير فقدان مصداقية مجلس الاحتياطي الفيدرالي
أشارت مجموعة “جولدمان ساكس” إلى أن أسعار الذهب قد تقفز إلى ما يقارب 5000 دولار للأونصة الواحدة في حال تضررت مصداقية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وقرر المستثمرون تحويل جزء يسير من استثماراتهم في سندات الخزانة الأمريكية إلى المعدن النفيس.
وفي مذكرة بحثية، أوضح محللو البنك، وعلى رأسهم سامانثا دارت، أن سيناريو تآكل استقلالية الفيدرالي من شأنه أن يؤدي إلى:
- ارتفاع معدلات التضخم.
- انخفاض أسعار الأسهم والسندات طويلة الأجل.
- تراجع مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية.
بينما يظل الذهب ملاذًا آمنًا للقيمة لا يعتمد على الثقة بالمؤسسات، وذلك بحسب وكالة بلومبرج.
سيناريوهات أسعار الذهب
قدمت المذكرة عدة سيناريوهات واردة لمسار أسعار الذهب، مع توقع رئيسي بوصول سعر الأونصة إلى 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، كما يوجد سيناريو آخر يرجح بلوغ السعر 4500 دولار، بينما يتنبأ سيناريو ثالث بارتفاع السعر إلى حوالي 5000 دولار في حال تحول 1% فقط من السوق الخاصة بسندات الخزانة إلى الذهب.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا
يشهد الذهب أداءً لافتًا هذا العام، حيث ارتفع بما يزيد عن الثلث ووصل إلى مستويات قياسية في وقت سابق من الأسبوع، مدعومًا بعمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية وتوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية، علاوة على ذلك، تلقى الذهب دعمًا إضافيًا مؤخرًا بعد تحركات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على الفيدرالي، بما في ذلك محاولات لعزل الحاكمة ليزا كوك.