«تحذير مبكر» رئيس “OpenAI” يُنذر الشركات: تكلفة تدريب الذكاء الاصطناعي قد تفوق التوقعات

«تحذير مبكر» رئيس “OpenAI” يُنذر الشركات: تكلفة تدريب الذكاء الاصطناعي قد تفوق التوقعات

بريت تايلور، رئيس مجلس إدارة OpenAI، يرى أن الشركات التي تسعى لتدريب نماذج لغوية كبيرة خاصة بها، ستواجه خطر تبديد ملايين الدولارات، وهو تحذير يلقي الضوء على التحديات المالية الكبيرة في هذا المجال، ويشير إلى ضرورة التفكير الاستراتيجي قبل الخوض في هذه المشاريع المكلفة

تايلور، الذي خبر العمل في شركات رائدة مثل جوجل وفيسبوك، بالإضافة إلى OpenAI، يؤكد أن تدريب نماذج ذكاء اصطناعي جديدة هو “طريقة فعالة لتبديد ملايين الدولارات”، وهو تصريح يعكس رؤيته المتعمقة حول التكاليف الباهظة والمخاطر المحتملة المرتبطة بتطوير هذه النماذج

في حلقة من بودكاست “Minus One”، نصح تايلور مؤسسي شركات الذكاء الاصطناعي بالتركيز على تطوير خدمات وتطبيقات تستفيد من النماذج الحالية، بدلًا من محاولة إنشاء نماذج رائدة جديدة كليًا، وذلك وفقًا لتقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر”، وهو ما يشير إلى أهمية الابتكار في استخدام النماذج الحالية بدلًا من تكرار جهود مكلفة قد لا تؤدي إلى نتائج مضمونة

تايلور، الشريك المؤسس لـ “Sierra AI”، يرى أن تطوير نماذج لغوية كبيرة حكر على شركات قليلة قادرة على تحمل التكاليف الهائلة، موضحًا: “ما لم تكن تعمل في OpenAI أو أنثروبيك أو جوجل أو ميتا، فغالبًا أنت لن تطور أيًا منها”، وهذا يعكس الواقع الحالي حيث تتطلب هذه المشاريع الضخمة موارد مالية وتقنية لا تتوفر إلا لعدد محدود من الشركات

ويضيف تايلور أن “الأمر يتطلب رأس مال كبيرًا”، معتبرًا أن هذه المتطلبات ستؤدي إلى تركز عملية تطوير هذه النماذج في يد حفنة من الشركات القادرة على تحمل تكلفة التطوير، وهو ما يثير تساؤلات حول التنافسية وتوزيع الفرص في مجال الذكاء الاصطناعي

وينصح تايلور مؤسسي الشركات الصغيرة بالتعاون مع عمالقة الذكاء الاصطناعي بدلًا من محاولة منافستهم، وهو ما يصب في مصلحة شركات مثل OpenAI بشكل مباشر، ويخلق فرصًا للشركات الصغيرة للاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة دون الحاجة إلى استثمار مبالغ طائلة في تطويرها

أقرأ كمان:  «تحذيرات عاجلة» الأرصاد الجوية تكشف عن تفاصيل طقس الساعات القادمة

وتقوم OpenAI ببيع “الرموز” (tokens) التي تتيح الوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بها، مما يسمح للمطورين بدمج نماذج الشركة في تطبيقاتهم وبرامجهم، وهو نموذج عمل يمكّن OpenAI من تحقيق الدخل من تقنياتها مع تمكين المطورين من الوصول إليها بسهولة

وفي حين أن سوق النماذج اللغوية الكبيرة في الولايات المتحدة لا تزال متركزة إلى حد كبير، فقد اختُبرت نظرية تايلور على المستوى العالمي، وهو ما يظهر أن التحديات التي تواجهها الشركات الصغيرة في هذا المجال ليست حصرية بالولايات المتحدة

ففي يناير، أطلقت شركة ديب سيك الصينية الناشئة نموذجها الاستدلالي “R1” وروبوت دردشة مخصص له، مستخدمة رقائق أقل تطورًا لخفض التكاليف، وهو مثال على كيفية التغلب على التحديات المالية من خلال الابتكار واستخدام التكنولوجيا المتاحة بكفاءة

وقد تصدر تطبيق روبوت الدردشة الصيني قوائم متجر التطبيقات “App Store” التابع لشركة أبل، متجاوزًا “شات جي بي تي”، وأثار جدلًا حول ما إذا كانت شركات التكنولوجيا العملاقة تنفق مبالغ مبالغًا فيها على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤل عن الكفاءة والجدوى الاقتصادية لاستراتيجيات الإنفاق الحالية

وطرح تايلور مسارات أخرى يمكن لرواد الأعمال اتباعها في سوق الذكاء الاصطناعي، بدلًا من تدريب نموذج جديد، وأحدها كان “سوق أدوات الذكاء الاصطناعي”، وهو ما يشجع على استكشاف فرص جديدة في هذا المجال المتنامي