
هنا إعادة صياغة للمحتوى مع الالتزام الكامل بالتعليمات، مع الحفاظ على جميع وسوم HTML وتعديل النص بأسلوب إنساني واحترافي:
أكدت الدكتورة هبة العشري، مديرة مركز ريادة الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن ريادة الأعمال أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحراك الاقتصادي في مصر، لافتةً إلى أن إقبال الشباب المتزايد على تأسيس مشروعاتهم الخاصة يعكس تحولًا جذريًا في نظرة الجيل الجديد نحو العمل الحر والإنتاجية، جاء ذلك خلال استضافتها في برنامج “حوار عن قرب” مع الإعلامي أحمد العصار على قناة TeN الفضائية، حيث سلطت الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه المركز في دعم الطلاب وصقل مهاراتهم لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة، وذلك من خلال برامج عملية وتجارب تحاكي الواقع داخل الحرم الجامعي، مما يرسخ أسس مشروعات قادرة على النمو والاستدامة

كواليس انطلاق مركز ريادة الأعمال
استعرضت العشري، المراحل الأولى لرحلتها في عالم ريادة الأعمال، والتي بدأت من خلال عملها المباشر مع طلاب كلية الإدارة، وأشارت إلى أن العديد من الطلاب كانوا يفتقرون إلى الرؤية المهنية الواضحة، ويعانون من عدم تحديد مسارهم بعد التخرج، وهو ما حفزها على البحث عن حلول فعالة، وأوضحت أن هذه الرؤية تطورت لتصبح مشروعًا متكاملًا، بفضل دعم الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الذي تبنى الفكرة وقدم لها دعمًا مؤسسيًا، مما جعل مركز ريادة الأعمال كيانًا فاعلًا داخل الأكاديمية، يربط الطلاب بسوق العمل ويفتح أمامهم آفاقًا واسعة في مجال العمل الحر
أشارت الدكتورة هبة، إلى أن المركز شهد تطورًا ملحوظًا، إذ تحول من مجرد مبادرات تطوعية لأعضاء هيئة التدريس ذوي الخلفيات التجارية، إلى مركز متخصص يقدم مجموعة شاملة من الخدمات، بدءًا من التدريب والإرشاد، وصولًا إلى بناء نماذج الأعمال التجارية، وعرض الأفكار على المستثمرين في المسابقات والفعاليات الرسمية، كما لفتت إلى أن الأكاديمية كانت سباقة في إدماج ثقافة ريادة الأعمال في نظامها التعليمي، الأمر الذي ساهم في تعزيز الوعي الريادي بين الطلاب
نقلة نوعية في فكر العمل الحر بين الشباب
في تعريفها للمشروع الريادي، أكدت العشري، على أن جوهر الفكرة يكمن في تقديم حل مبتكر لتلبية حاجة حقيقية في السوق، مع الاعتماد على التكنولوجيا كعنصر أساسي لتحقيق التوسع بأقل تكلفة ممكنة، وأوضحت أن الفرق الجوهري بين الشركة التقليدية والشركة الناشئة الريادية يكمن في كيفية تسخير التكنولوجيا لخفض التكاليف وزيادة فرص الانتشار، فالابتكار هو أساس ريادة الأعمال الحقيقي، كما أشارت العشري، إلى تغير ملحوظ في توجهات الطلاب، مؤكدة أن الجيل الجديد أصبح أكثر إقبالًا على فرص ريادة الأعمال، ولم يعد بحاجة إلى من يشجعه على التجربة، بل يبادر بالبحث عن البرامج والدورات التي تدعم فرصه في تأسيس مشروعه الخاص
وأضافت: “إن الهدف الأسمى من عملنا في الجامعات ليس فقط إنشاء شركات، بل بناء عقلية ريادية قادرة على إحداث تغيير إيجابي في أي مكان يعمل فيه صاحبها”، وأكدت العشري، أن منظومة ريادة الأعمال في مصر تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل الدعم الحكومي والاهتمام المؤسسي المتزايد، موضحة أن كل وزارة أصبحت تمتلك جهة أو إدارة متخصصة في دعم المشروعات الصغيرة والابتكار، كما أشارت الدكتورة هبة، إلى أن زياراتها لعدد من الدول أظهرت أن مصر قادرة على المنافسة بقوة، خاصة مع ارتفاع نسبة الشباب وانتشار العقول المبدعة، مما يجعل البيئة المصرية لريادة الأعمال من بين الأكثر перспективных في المنطقة
أسبوع ريادة الأعمال.. تجربة واقعية لصناعة رواد أعمال
كشفت العشري، أن المركز ينظم سنويًا “أسبوع ريادة الأعمال”، وهو برنامج عملي شامل يمر فيه الطالب بتجربة ريادية كاملة، بدءًا من الفكرة وصولًا إلى عرض المشروع على لجنة من الخبراء والمستثمرين، مما يساعد على ترسيخ الفكر الريادي العملي وليس النظري فقط
وأشارت إلى أن هذه الفعالية تجسد نموذجًا عمليًا يعكس فلسفة المركز في دمج التعلم بالتجربة الحقيقية، وفيما يتعلق بدعم تأسيس المشروعات، أكدت الدكتورة هبة، أن المركز يعمل من خلال شراكات محلية ودولية مع جهات مانحة ومنظمات داعمة للمشروعات الناشئة، لتوفير مصادر التمويل والاحتضان والتوجيه القانوني والفني لأصحاب الأفكار، وأوضحت أن هذا التكامل يساهم في تحويل الأفكار من مجرد نظريات إلى واقع ملموس، ويزيد من فرص استدامة المشروعات
واختتمت العشري حديثها بالتأكيد على أن الأكاديمية تمتلك ما يمكن وصفه بـ “بنك أفكار” ناتج عن تفاعل الطلاب والمشاركين في مختلف البرامج، مشيرة إلى أن الشباب المصري يتمتع بالحماس والطموح والقدرة على التميز متى توفر له الدعم والتوجيه المناسب