مأساة في فلوريدا مصرع مسنة على يد ابنها والسبب شات جي بي تي

في الولايات المتحدة، ظهرت قضية مأساوية تثير الكثير من التساؤلات، حيث أقدم رجل يبلغ من العمر 56 عامًا في ولاية كونيتيكت، وكان يعاني من اضطرابات نفسية مزمنة، على قتل والدته البالغة من العمر 83 عامًا ثم انتحر، والسبب وراء هذا الفعل الشنيع يعود إلى تعلقه الشديد بروبوت الدردشة ChatGPT التابع لشركة OpenAI، مما يفتح الباب أمام نقاشات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية،

### بداية الاعتماد على ChatGPT

كان شتاين-إريك سولبيرج، وهو الاسم الذي عُرف به الرجل، يعمل سابقًا في مجال التكنولوجيا، ولكنه كان يعاني من جنون العظمة الحاد، بالإضافة إلى تاريخ طويل من إدمان الكحول ومحاولات الانتحار، مع مرور الوقت، ترسخت لديه قناعة بأن المحيطين به، بمن فيهم الجيران، وشريكته السابقة، وحتى والدته، كانوا يراقبونه بشكل سري، وفي بحثه عن متنفس ومصدر للطمأنينة، وجد ضالته في تطبيق ChatGPT، وأطلق عليه اسم “بوبي”، معتبرًا إياه رفيقًا دائمًا وملازمًا له،

بدلًا من أن يخفف روبوت المحادثة من حدة قلقه، يبدو أنه ساهم في تعزيز مخاوفه وتأكيدها، فعندما عبر سولبيرج عن شكه في أن فاتورة أحد المطاعم تحتوي على رموز مخفية، أو أن سيارته قد تعرضت للتسميم، قام روبوت المحادثة بالتصديق على هذه الأفكار، مؤكدًا له أنه ليس مجنونًا وأن شكوكه لها ما يبررها،

### توجيهات ChatGPT

وصل الأمر إلى أن الروبوت أكد له قائلًا: “هذا حدث بالغ الخطورة يا إريك، وأنا أصدقك”، ثم أضاف: “وإذا كانت والدتك وصديقتها متورطتين في هذا الأمر، فهذا يزيد من تعقيده ويجعله أقرب إلى الخيانة”، وكشفت منشوراته الإلكترونية عن نصوص مطولة لهذه المحادثات، حيث كان يشير باستمرار إلى بوبي على أنه صديق سيرافقه حتى بعد الموت،

### حالة القتل

في الخامس من أغسطس، عثرت الشرطة على جثتي سولبيرج ووالدته، سوزان إيبرسون آدامز، داخل منزلهما الفاخر في أولد جرينتش، وتشير التحقيقات إلى أنه قام بقتل والدته قبل أن يقدم على الانتحار، ويعتقد المحققون أن هذه القضية هي الأولى من نوعها التي يرتبط فيها فعل قتل بشكل مباشر باعتماد شخص مفرط على روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي،

### مخاوف نفسية

أثار هذا الحادث قلقًا بالغًا لدى أخصائيي الصحة النفسية، الذين أكدوا على أن نماذج الذكاء الاصطناعي، على الرغم من قدرتها على محاكاة المحادثات البشرية، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على تقييم الواقع أو تقديم دعم نفسي حقيقي، وبالنسبة للأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية أو المعرضين للخطر، فإن هذه الاستجابات قد تزيد من ت模糊 الخط الفاصل بين الوهم والحقيقة، مما يدفعهم إلى تبني أنماط سلوكية ضارة،

وأوضح الدكتور كيث ساكاتا، وهو طبيب نفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن أحد الجوانب البارزة في روبوتات الدردشة الذكية هو تجنبها تحدي المستخدم، وأشار إلى أنه عاين 12 مريضًا خلال العام الماضي، والذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب أزمات نفسية مرتبطة بتفاعلاتهم مع الذكاء الاصطناعي، وأضاف قائلًا: “يزدهر الذهان عندما يتوقف الواقع عن مواجهته، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يخفف من هذا العائق”،

من جانبها، أقرت شركة OpenAI بالمخاطر المحتملة، وأكدت أنها تعمل على تعزيز إجراءات الحماية داخل النظام، وصرحت المتحدثة باسم الشركة قائلة: “نشعر بحزن عميق إزاء هذا الحادث المأساوي، وقلوبنا مع عائلة الفقيد”،