«حماية الأطفال في الفضاء الرقمي» السعودية تحظر المحادثات الصوتية والكتابية في لعبة “روبلوكس”

أعلنت شركة روبلوكس عن التزامها التام بمتطلبات الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار جهودها للرقابة على المحتوى والتصدي للمخالفات داخل اللعبة، في خطوة تعكس حرصها على توفير تجربة آمنة ومناسبة لجميع المستخدمين في المملكة العربية السعودية، وتؤكد على أهمية التعاون بين الشركات التقنية والهيئات الحكومية لضمان سلامة المحتوى الرقمي، وحماية المستخدمين وخاصة الأطفال والشباب، وتمكينهم من الاستفادة من التقنية بشكل آمن ومسؤول.

وأوضحت الشركة في بيان رسمي، أنها بعد سلسلة من المناقشات البناءة مع الجهات الحكومية المعنية، وعلى رأسها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة العربية السعودية، تعهدت بتطوير وتعزيز إمكاناتها في مجال التواصل والإشراف على المحتوى باللغة العربية، لتلبية احتياجات المستخدمين في المنطقة، والتأكد من توافق المحتوى مع القيم الثقافية والاجتماعية السائدة.

تحديات المحتوى في روبلوكس

أشارت العديد من التقارير الإعلامية والدراسات إلى أن لعبة “روبلوكس” تتميز ببيئة مفتوحة تسمح للاعبين بإنشاء عوالم افتراضية متنوعة، ولكن هذا الانفتاح قد يؤدي إلى ظهور بعض التحديات المتعلقة بالمحتوى، حيث قد يسمح بإنشاء عوالم افتراضية دون رقابة كاملة، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود لضمان سلامة المحتوى.

وقد أدى هذا الأمر إلى ظهور بعض المحتويات التي قد تكون غير مناسبة لبعض المستخدمين، وخاصة الأطفال، وتشمل هذه المحتويات ما يلي:

– التنمر الإلكتروني.

– المحتوى غير اللائق أو المخالف للقيم.

– الترويج لسلوكيات غريبة مثل المثلية أو الإيحاءات الجنسية.

– العنف والإيحاءات العدوانية.

– مخاطر مالية عبر الشراء الداخلي باستخدام عملة Robux.

وكشف تقرير صادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية لعام 2024 في المملكة العربية السعودية، أن لعبة “روبلوكس” احتلت المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الألعاب تحميلًا على الأجهزة الذكية في المملكة، مما يعكس شعبيتها الكبيرة بين المستخدمين، ويؤكد أهمية الجهود المبذولة لضمان سلامة المحتوى فيها.

إحصاءات مقلقة

تشير بيانات مراكز الحماية الرقمية إلى وجود أكثر من 85 مليون مستخدم نشط يوميًا للعبة روبلوكس، والغالبية العظمى منهم دون سن 16 عامًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للمخاطر المحتملة، و يستدعي ذلك اتخاذ تدابير وقائية لحمايتهم.

وفي عام 2023 وحده، تم تسجيل أكثر من 13 ألف حالة استغلال للأطفال عبر اللعبة في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بالإضافة إلى تلقي المنصة 1200 تقرير رسمي حول اعتداءات على الأطفال، مما يسلط الضوء على خطورة المشكلة، وضرورة اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي لها.

دور الهيئة العامة لتنظيم الإعلام

أكدت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة العربية السعودية على أهمية الالتزام بالتصنيف العمري للألعاب الإلكترونية، وذلك لضمان توفير بيئة رقمية آمنة تحمي الأطفال والمراهقين من المخاطر الرقمية، والتعرض لأي محتوى غير لائق، وشددت على أهمية دور الأسرة في توجيه الأبناء ومراقبة استخدامهم للألعاب الإلكترونية.

وأوضحت الهيئة في بيان صحفي، أن التصنيف العمري يهدف إلى حماية الفكر والسلوك، وتوجيه الاستخدام الآمن للمحتوى، وتمكين الأسر من اختيار المحتوى المناسب للفئة العمرية لأبنائهم، ودعت أولياء الأمور إلى متابعة التزام الأبناء بهذه التصنيفات، وتفعيل أدوات الرقابة الأبوية المتاحة على المنصات المختلفة.

كما شددت الهيئة على أهمية مراقبة التواصل داخل الألعاب، لما قد يحمله من مخاطر مثل الاستدراج، أو التنمر، أو نشر أفكار ضارة، وأكدت أن وعي الأسرة هو خط الدفاع الأول في مواجهة هذه التحديات، وأن التعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع ضروري لحماية الأطفال من المخاطر الرقمية.

وأكد البيان أن الالتزام بالتصنيف العمري والتعامل الواعي مع خدمات التواصل داخل الألعاب الإلكترونية هو مسؤولية مشتركة لا تقبل التهاون، وأن الهيئة ستواصل دورها الرقابي والتنظيمي، وأن مخالفات التصنيف العمري ستخضع للإجراءات النظامية المعتمدة، بما يضمن حماية النشء ودعم الاستخدام المسؤول للتقنية والمحتوى الرقمي في المملكة.

روبلوكس تعزز الرقابة على المحتوى

أكدت شركة روبلوكس أنها ستعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لمراقبة المحتوى، بالإضافة إلى توظيف مراقبين متخصصين باللغة العربية، وتعليق بعض ميزات التواصل، بما في ذلك خاصية المحادثة داخل اللعبة، لجميع المستخدمين في المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار التزامها بتوفير بيئة آمنة ومناسبة لجميع المستخدمين.

وأشارت الشركة إلى أن هذه الخطوة تعكس التزامها بالعمل بشكل وثيق وتعاوني مع الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، بهدف بناء منصة تخدم على أفضل وجه احتياجات وثقافة مجتمع اللاعبين والمبدعين في المملكة، وتدعم تنمية المهارات، والتعليم، واقتصاد المبدعين المتنامي، وتسهم في بناء جيل واعد ومبدع يساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.