«نيران تهدد التاريخ».. اليونان تحت وطأة الحرائق: حقائق وأرقام

«نيران تهدد التاريخ».. اليونان تحت وطأة الحرائق: حقائق وأرقام


مصدر الصورة

اليونان تواجه صعوبات جمة في إخماد خمسة حرائق غابات ضخمة تنتشر عبر أراضيها، وسط ارتفاع شديد في درجات الحرارة التي من المتوقع أن تستمر، مما يزيد الوضع تعقيدًا

تصاعد درجات الحرارة يفاقم الأزمة

تشير التوقعات الجوية إلى أن درجات الحرارة قد تصل إلى مستويات قياسية تبلغ 44 درجة مئوية يوم الأحد، مما يضع ضغوطًا إضافية على فرق الإطفاء التي تركز جهودها بشكل خاص على مكافحة حريقين هائلين في جزيرتي كيثيرا وإيفيا

أفاد المتحدث باسم فرق الإطفاء، فاسيليوس فاثراكويانيس، بتحسن طفيف في الوضع بعد “معركة استمرت طوال الليل”، ولكنه حذر في الوقت نفسه من أن خطر اندلاع حرائق جديدة يوم الأحد لا يزال قائمًا وبدرجة “بالغة الخطورة”، يضاف إلى ذلك أن تركيا المجاورة سجلت أعلى درجة حرارة في تاريخها، بالتزامن مع اندلاع حرائق في مناطق متفرقة

أعرب وزير أزمة المناخ والحماية المدنية اليوناني، يانيس كيفالويانيس، عن قلقه البالغ قائلًا: “لدينا رجال إطفاء مصابون، وأرواح بشرية في خطر، وممتلكات تحترق، وغابات تدمر”

الرياح تعرقل جهود الإطفاء والمساعدة الدولية مطلوبة

استمرت الرياح العاتية في تأجيج النيران بشكل كبير يوم الأحد، مما استدعى طلب اليونان الرسمي للمساعدة من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي لإرسال ست طائرات إطفاء إضافية

الوضع على الأرض: كيثيرا وإيفيا وميسينيا

في كيثيرا، انتشرت ألسنة اللهب بسرعة فائقة بعد اندلاع الحريق صباح السبت بالقرب من قرية بيتسيناديس، وتشير التقديرات الأولية إلى أن حوالي 20% من مساحة الجزيرة قد تضررت بالفعل جراء هذا الحريق الهائل

صدرت أوامر إجلاء جديدة وعاجلة يوم الأحد لسكان العديد من القرى المهددة

بحلول الفجر، كان رجال الإطفاء لا يزالون يكافحون جيوب النيران المتبقية، مدعومين بمروحيات وطائرتين مخصصتين لإخماد الحرائق عن طريق إلقاء المياه

أقرأ كمان:  «بين التاريخ والطموح».. مصر تتنفس ثقافة وفنونًا وسط ترقب نتائج الثانوية العامة

في جزيرة إيفيا، صرح مسؤولون بأن حريقًا بالقرب من قرية بيسونا خرج عن السيطرة تمامًا يوم السبت، وأسفر عن إصابة ستة من رجال الإطفاء الذين نقلوا على الفور إلى المستشفى نتيجة إصابتهم بحروق واستنشاق كميات كبيرة من الدخان، بالإضافة إلى ذلك، انقطعت الكهرباء عن العديد من القرى في المنطقة

أكدت السلطات المحلية وجود مؤشرات إيجابية تدل على تحسن الوضع العام يوم الأحد، إلا أن خطر تجدد النيران لا يزال قائمًا بسبب استمرار الرياح القوية

في منطقة مسينيا، اندلع حريق ثالث صباح السبت في منطقة بوليثيا التابعة لتريفليا، وسرعان ما اشتدت وتيرته خلال النهار، وأفاد المسؤولون بوقوع أضرار جسيمة في المنازل والأراضي الزراعية

أشار فاثراكويانيس يوم الأحد إلى أن 67 رجل إطفاء يشاركون حاليًا في إخماد حريق كيثيرا، بينما يشارك 100 آخرون في مكافحة الحريق في مسينيا، حيث لا تزال هناك جبهة نشطة ومستمرة

أثينا وكريت تحت وطأة النيران

في أتيكا، المنطقة التي تقع فيها العاصمة أثينا، اندلع حريق في أفيدنيس يوم السبت وامتد بسرعة كبيرة إلى مناطق دروسوبيغي وكريونيري وأغيوس ستيفانوس، مما أجبر السكان على الفرار بحثًا عن الأمان

على الرغم من أن فرق الإطفاء أعلنت عن السيطرة على الجبهة الرئيسية، إلا أن بؤرًا متفرقة لا تزال مشتعلة في المنطقة

وصلت رائحة الغابات والأخشاب المحترقة إلى قلب أثينا، بينما طلبت اليونان رسميًا المساعدة من الاتحاد الأوروبي لمواجهة الحرائق المتسعة

في منطقة خانيا بجزيرة كريت، يكافح رجال الإطفاء جبهة نيران هائلة يبلغ طولها 20 كيلومترًا، والتي اجتاحت مساحات واسعة من الغابات ومزارع النحل والمحاصيل والثروة الحيوانية

تعيق الرياح الجنوبية الغربية القوية جهود السيطرة على النيران، في حين أن العديد من القرى لا تزال محرومة من الكهرباء

أقرأ كمان:  «حربُ النورس!»: صاحب حانة إنجليزي يُعلنُها على الطيور المزعجة بأسلحة غير تقليدية

تداعيات الحرائق السابقة وارتفاع قياسي في درجات الحرارة في تركيا

تسببت حرائق الشهر الماضي في تدمير 4700 هكتار من الأراضي في جزيرة خيوس، خامس أكبر جزر اليونان في بحر إيجه، وفي وقت سابق من شهر يوليو، أجبر حريق آخر في جزيرة كريت السلطات على إجلاء حوالي خمسة آلاف سائح

أعلنت وزارة البيئة التركية يوم السبت أن خبراء الأرصاد الجوية سجلوا درجة حرارة قياسية بلغت 50,5 درجة مئوية في مدينة سيلوبي جنوب شرق البلاد، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 49,5 درجة مئوية

أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن رجال الإطفاء يكافحون منذ أربعة أيام لإخماد حريق في محافظة كارابوك شمال البلاد، في حين قُتل عشرة أشخاص يوم الأربعاء الماضي خلال محاولتهم التصدي لحريق في محافظة إسكيشهير شمال غرب تركيا

أعلنت بعض السلطات المحلية عن فرض قيود على استهلاك المياه، بما في ذلك منتجع تشيشمي الواقع على الساحل الغربي لتركيا