إكس تشات متاحة للجميع.. “إكس” توسع نطاق الرسائل المشفرة

تخطو منصة إكس (X)، المعروفة سابقًا بتويتر، خطوة جديدة نحو تعزيز خصوصية المستخدمين، وذلك بإطلاق ميزة الرسائل المشفرة الجديدة المسماة XChat أو الدردشة, وتدعي الشركة أن هذه الخدمة تستخدم تقنية التشفير التام بين الأطراف، مما يعني أن الرسائل لا يمكن قراءتها إلا من قبل المرسل والمستقبل، مع استبعاد حتى الشركة نفسها من الاطلاع عليها من الناحية النظرية.

### تحذيرات خبراء التشفير

يحذر خبراء التشفير من أن تطبيق إكس لهذه التقنية لا يرقى إلى مستوى الثقة في الوقت الحالي، بل ويصفونه بأنه أضعف بكثير من أنظمة التشفير المستخدمة في تطبيقات مثل سيجنال، والذي يعتبر معيارًا ذهبيًا في هذا المجال.

### آلية عمل XChat ونقاط الضعف الأمنية

عند تفعيل XChat، يُطلب من المستخدم إنشاء رمز PIN مكون من أربعة أرقام، يُستخدم لتشفير “المفتاح الخاص” الخاص به، والذي يتم تخزينه على خوادم إكس, هذا المفتاح الخاص هو العنصر الأساسي لفك تشفير الرسائل، ويستخدم بالتوازي مع مفتاح عام لتأمين التواصل بين المستخدمين، ولكن هنا تكمن المشكلة الأولى:

* بينما يحتفظ تطبيق سيجنال بالمفتاح الخاص على جهاز المستخدم نفسه، تقوم “إكس” بتخزينه على خوادمها، وهي ممارسة تعتبر نقطة ضعف أمنية جوهرية، خاصة إذا لم تستخدم تقنيات حماية متقدمة مثل وحدات الأمان المادي HSMs.
* المشكلة الثانية التي تثير القلق هي أن صفحة الدعم الرسمية لميزة XChat تعترف بأن النظام الحالي يمكن – من الناحية النظرية – أن يستغل من قبل موظف خبيث أو من قبل الشركة نفسها لاختراق المحادثات, هذا النوع من الثغرات يعرف في عالم الأمن السيبراني باسم “هجوم الخصم في الوسط” AITM، ويفرغ مفهوم التشفير من الطرف إلى الطرف من مضمونه تمامًا.
* أشار غاريت إلى أن “إكس” تمنح المستخدمين المفاتيح العامة دون وسيلة للتحقق من مصداقيتها, وهذا يعني أن الشركة، حتى لو طبقت نظام التشفير بشكل صحيح، قد تزود أحد الطرفين بمفتاح مزيف وتتمكن بذلك من اعتراض الرسائل.
* القلق الثالث يتعلق بكون نظام XChat غير مفتوح المصدر حاليًا، على عكس تطبيقات مثل سيجنال التي تنشر الكود الخاص بها بشكل علني للتمحيص والمراجعة, وعدت “إكس” بأنها ستنشر التفاصيل التقنية لاحقًا في “ورقة بيضاء”، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن.
* أخيرًا، تفتقر XChat إلى ميزة تعرف بـ “السرية التامة للتقدم”، والتي تضمن أن كل رسالة يتم تشفيرها بمفتاح فريد, وبالتالي، إذا تم اختراق المفتاح الخاص، فلن يتمكن المهاجم من الوصول إلى جميع الرسائل السابقة، بل فقط إلى الرسالة الأخيرة, هذا القصور الأمني تعترف به الشركة أيضًا.

### الخلاصة والآراء

بناءً على كل هذه العوامل، يرى الخبراء أن XChat ليست آمنة بما يكفي للاعتماد عليها في الوقت الحالي, ويؤكد غاريت أنه حتى في حال افترضنا أن جميع العاملين في “إكس” محل ثقة، فإن تنفيذهم للتقنية لا يزال أضعف من الخيارات المنافسة، والأسوأ من ذلك، أن أي خطأ في تنفيذ النظام منذ البداية يجعل من المستحيل إثبات أن هناك أمانًا حقيقيًا.

ويشاركه الرأي البروفيسور ماثيو غرين، أحد أبرز خبراء التشفير في جامعة جونز هوبكنز، إذ قال إنه لن يثق بـ XChat في الوقت الحالي “أكثر من ثقته بالرسائل غير المشفرة العادية”.