«صعود تاريخي» أسعار الذهب تلامس مستويات قياسية جديدة في مصر والشعبة تكشف الأسباب

في العام الماضي، وتحديدًا في مثل هذا اليوم، كان سعر جرام الذهب عيار 21 يقدر بحوالي 3400 جنيه مصري فقط، بينما اليوم، نرى السعر يقفز إلى 4850 جنيهًا، مما يعكس زيادة ملحوظة قدرها 1450 جنيهًا خلال عام واحد، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 42,6% تقريبًا، هذه الزيادة الكبيرة تستدعي الانتباه وتثير التساؤلات حول مستقبل أسعار الذهب.

في ظل التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق العالمية والتحولات الاقتصادية التي تؤثر على كبرى الاقتصادات، أصدرت الشعبة العامة للذهب والمجوهرات تصريحات مهمة بشأن مستقبل أسعار الذهب على الصعيدين المحلي والعالمي، مؤكدة أن ما نشهده حاليًا ليس سوى بداية لموجة جديدة من الارتفاعات، ومع وصول الذهب العالمي إلى مستويات غير مسبوقة، يصبح من الضروري على كل من يمتلك مدخرات أو يبحث عن استثمار آمن أن يعيد تقييم الوضع، فالذهب يثبت مرة أخرى أنه الملاذ الآمن في أوقات الأزمات، مما يجعله خيارًا جذابًا للمستثمرين.

الذهب يسجل أرقامًا قياسية عالميًا.. والسوق المحلي يتأثر بشدة

أكد هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن أسعار الذهب العالمية قد بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث وصل سعر الأوقية إلى 3535 دولارًا، وهو رقم لم يسبق له مثيل في السوق، هذا الارتفاع يعكس قوة الذهب كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة.

وأشار إلى أن السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بما يحدث عالميًا بنسبة تصل إلى 95%، في حين أن النسبة المتبقية تتأثر بعوامل داخلية، وعلى رأسها العرض والطلب، هذه العوامل الداخلية تلعب دورًا في تحديد الأسعار المحلية، ولكن التأثير الأكبر يبقى للعوامل العالمية.

الدولار يلعب دورًا حاسمًا في تحجيم الارتفاعات محليًا

أوضح “ميلاد” خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إلهام صلاح في برنامج “بلدنا اليوم” أن سعر عيار 21 من الذهب كان من الممكن أن يصل إلى حوالي 5000 جنيه للجرام، لولا الانخفاضات الأخيرة في سعر الدولار داخل السوق المصري، حيث وصل إلى 48 جنيهًا تقريبًا، مما ساهم في تخفيف تأثير ارتفاع الذهب عالميًا على المستهلك المصري، هذا التراجع في سعر الدولار كان له تأثير إيجابي على أسعار الذهب المحلية.

وأضاف أن التوترات الجيوسياسية في العالم تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، خاصة مع اتجاه بعض الدول، مثل الصين، إلى زيادة احتياطاتها من الذهب عبر الشراء المستمر، وهو ما يدفع الأسعار نحو مزيد من الارتفاع، هذه التوترات تزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يؤدي إلى زيادة الطلب عليه وارتفاع أسعاره.

توقعات بارتفاع مستمر حتى نهاية 2025

كشف رئيس الشعبة أن التوقعات تشير إلى استمرار الارتفاعات في أسعار الذهب حتى نهاية العام الجاري على الأقل، مرجحًا أن تكون هذه الارتفاعات تدريجية ولكنها مستمرة، هذا يشير إلى أن الذهب سيظل استثمارًا جذابًا على المدى القصير والمتوسط.

وأشار إلى أن خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يشجع المستثمرين عالميًا على الاتجاه نحو شراء الذهب كأداة تحوط، وهو ما يدعم الأسعار على المدى الطويل، هذا التحوط يساعد على الحفاظ على قيمة الاستثمارات في ظل الظروف الاقتصادية غير المؤكدة.

نصيحة ذهبية “اشترِ الآن.. الذهب لا يخسر”

وجه “ميلاد” نصيحة مباشرة للمواطنين، قائلاً: “من يمتلك أموالًا فعليه شراء الذهب فورًا، لأنه لا يخسر أبدًا، وهو الملاذ الآمن دائمًا”، هذا التأكيد يعكس الثقة الكبيرة في الذهب كمخزن للقيمة.

وأوضح أن المرحلة الحالية تشهد زيادة مستمرة في الأسعار، وهو ما يجعل التريث مخاطرة، مؤكدًا أن من يشتري الآن يضمن استثمارًا آمنًا طويل الأجل، مقارنة بأدوات أخرى أكثر تقلبًا، هذا يشجع على اتخاذ قرار سريع بالاستثمار في الذهب قبل أن ترتفع الأسعار أكثر.

الذهب يبقى الخيار الأفضل في ظل الغموض الاقتصادي العالمي

واختتم “ميلاد” حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في الذهب لا يرتبط فقط بالعائد المادي، بل بكونه وسيلة للحفاظ على القيمة، خاصة في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، سواء عالميًا أو محليًا، هذا يجعل الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين الذين يبحثون عن الأمان والاستقرار.