في تطور جديد في المعركة القانونية المحتدمة حول حماية حقوق الملكية الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي، اتهم مؤلفان شركة أبل العملاقة في مجال التكنولوجيا في دعوى قضائية رُفعت يوم الجمعة، بزعم استخدامها غير القانوني لكتبهما المحمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الإبداع وحقوق المؤلفين في ظل التطور التكنولوجي المتسارع
اتهامات بالنسخ غير المصرح به
الدعوى الجماعية، التي قُدمت في المحكمة الفيدرالية في شمال كاليفورنيا، تزعم أن أبل قامت بنسخ أعمال محمية بحقوق الطبع والنشر دون الحصول على موافقة المؤلفين ودون نسبها إليهم أو تقديم تعويضات لهم، وهو ما يمثل انتهاكًا صريحًا لحقوق الملكية الفكرية ويستدعي مساءلة الشركة عن هذه الممارسات المزعومة
مطالبات بتعويضات عادلة
وفقًا لـ “رويترز”، ذكرت الدعوى القضائية، التي قدمها المؤلفان غرادي هندريكس وجينيفر روبيرسون، أن أبل لم تسعَ إلى دفع أي مقابل للمؤلفين مقابل مساهماتهم في هذا المشروع الذي يحتمل أن يكون مربحًا، مما يسلط الضوء على ضرورة حصول المبدعين على تعويض عادل عن استخدام أعمالهم في تطوير التقنيات الحديثة
موجة من الدعاوى القضائية
تُعد هذه الدعوى القضائية الأحدث في سلسلة من الدعاوى التي رفعها مؤلفون ووسائل إعلام ومنظمات أخرى ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، متهمين إياها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، مما يعكس قلقًا متزايدًا بشأن حماية حقوق المبدعين في مواجهة الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي
تسوية أنثروبيك
في تطور ذي صلة، كشفت شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أنثروبيك”، في وثيقة قُدمت إلى المحكمة في كاليفورنيا يوم الجمعة، أنها وافقت على دفع 1٫5 مليار دولار لتسوية دعوى جماعية رفعها مجموعة من المؤلفين، متهمين الشركة باستخدام كتبهم لتدريب روبوت الدردشة الذكي “كلود” دون إذن، مما يؤكد أهمية الحصول على موافقة صريحة قبل استخدام المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي
دعاوى قضائية سابقة
في شهر يونيو، رفعت مجموعة من المؤلفين دعوى قضائية ضد شركة مايكروسوفت، متهمين إياها باستخدام كتبهم دون إذن لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي “Megatron”، كما واجهت كل من ميتا وOpenAI اتهامات مماثلة تتعلق باستخدام مواد محمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى وجود نمط متكرر من الانتهاكات المحتملة لحقوق الملكية الفكرية من قِبل شركات التكنولوجيا الكبرى
نماذج لغوية كبيرة
تتهم الدعوى القضائية المرفوعة ضد أبل الشركة باستخدام مجموعة من الكتب المنسوخة لتدريب نماذجها اللغوية الكبيرة المعروفة باسم OpenELM، مما يثير تساؤلات حول مصادر البيانات التي تستخدمها الشركات لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ومدى امتثالها لقوانين حقوق الطبع والنشر
بيانات مقرصنة
وفقًا للدعوى القضائية، صرح هندريكس، المقيم في نيويورك، وروبرسون، المقيمة في أريزونا، بأن أعمالهما كانت جزءًا من مجموعة البيانات المقرصنة، مما يؤكد على أهمية التحقق من شرعية مصادر البيانات المستخدمة في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي واتخاذ خطوات لمنع استخدام المواد المقرصنة أو غير المصرح بها