الجبل الجليدي A23a، تحفة الطبيعة التي صُنفت كأحد أقدم وأضخم الجبال الجليدية على الإطلاق، يواجه مصيرًا حتميًا، حيث بدأ يتفتت بالفعل في أحضان المياه الدافئة، وتوقعات العلماء تشير إلى أنه قد يختفي تمامًا في غضون أسابيع قليلة، ومع بلوغ شهر سبتمبر ذروته، يقترب هذا العملاق الجليدي، المعروف بـ A23a، من نهايته المحتومة، مما يثير القلق بشأن مستقبل الكتل الجليدية الضخمة.
أندرو مايجرز، عالم المحيطات الفيزيائي في هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي (BAS)، صرح لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية بأن الجبل الجليدي A23a يشهد “تفككًا كبيرًا إلى حد ما” مع استمراره في الانجراف شمالًا، وهذا التفكك المتسارع يجعله أقرب إلى الزوال.
مايجرز أضاف قائلاً: “أعتقد جازمًا أنه في طريقه إلى التلاشي، فهو يذوب من الأسفل بشكل مستمر”، وأوضح أن “المياه أصبحت دافئة للغاية في الآونة الأخيرة، لدرجة أنه لم يعد بإمكانه الحفاظ على تماسكه، إنه في حالة ذوبان مستمر”، مما يؤكد خطورة الوضع الذي يواجهه هذا الجبل الجليدي الضخم.
أكبر جبل جليدي في العالم ينهار
في بداية هذا العام، قُدر وزن هذا الجبل الجليدي العملاق بحوالي تريليون طن، وهو ما يعادل وزن برج إيفل في باريس مضروبًا في 100 مليون مرة، وفي أوج مجده، بلغت مساحة A23a حوالي 1540 ميلًا مربعًا، أي ما يزيد عن ضعف مساحة لندن الكبرى، وبلغ سمكه 1312 قدمًا، ولكن الآن، تقلصت مساحته إلى 683 ميلًا مربعًا، ووصل عرضه إلى 37 ميلًا في أوسع نقطة، وفقًا لتحليل وكالة فرانس برس لصور الأقمار الصناعية، مما يظهر أنه فقد أكثر من نصف حجمه الأصلي.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، انفصلت أجزاء ضخمة منه، تبلغ مساحة أكبرها حوالي 150 ميلًا مربعًا، وتنتشر في البحر المحيط به قطع أصغر، ولا يزال العديد من هذه القطع كبيرًا بما يكفي لتهديد سلامة السفن المارة في المنطقة، مما يستدعي الحذر والانتباه.
على غرار تآكل الأراضي الساحلية، تتصادم الأمواج باستمرار مع الجبل الجليدي، مما يؤدي إلى تكوين فجوات تتسع تدريجيًا حتى تنهار القمة، مخلفة وراءها “أكوامًا” صغيرة تتحول بدورها إلى “جذوع” أصغر، وهذه العملية المستمرة تسرع من وتيرة التدهور.
ومع استمرار انجرافه شمالًا بفعل تيارات المحيط، يتعرض الجبل الجليدي لمياه تزداد حرارة، مما يزيد من سرعة ذوبانه، وتتجه الأنظار الآن نحو مصير هذا العملاق الجليدي، الذي يبدو أنه في طريقه إلى الزوال التام قريبًا.